وكم أحرزت أكنافه من مواهبٍ إلهيةٍ مأثورةٍ سرُّها ظَهَر به أُقبر الإتقانُ والعلمُ والنُّهى به استُودع الإحسانُ والحلمُ والخفَر تفَرَّدتَ في معناك في الفضل والحجا بحيث انتهى المضمار وانقطع الأثر وفي الأدب السامي وفي الخُلُق الذي تسلسل كالشهد المروَّق وانتشر شمائلُ عَزَّ الجيلَ عدُّ صغارها وما أدركوا إلا المفاريدَ والغُرَر وقد كنتَ عند العارفين بقيةً من السلف الماضين يُسقى بها المطر وفيك مضى الإجماع في البر والتقى وصدَّق فيك الخُبرُ ما حقَّق الخبَر وقامتْ شهودُ الخلق بالحق ما بها شوائب تستدعي خلافَ الذي اشتهر ومن ينكر الغيث الذي عمّ خيرُه ومن يحجب الشمس التي ضوءُها غَمر وهل شهدتْ سعدٌ بغير الذي سرى وسار مسار النور في البدو والحضَر هنيئا لك البشرى بما كنتَ حِلفَه حياتَك من علم الكتاب الذي زخَر بذلتَ لهُ العمرَ الطويلَ وصُنتَه عن الزَّيْد والنقصان واللغو والهذَر لقد كنتَ فيها من ثمانين حِجة جليسَ المثاني شاغلَ السمْع والنظَر تجردتَ للقرآن تأسو حروفَه وتفحصُها فحص الصياريف للشذَر فلا شُغُلٌ عنهُ بعينك قد حلا ولا شاغلٌ إلا طريحٌ ومحتَقَر وكان كتابُ الله منكَ مدجَّجاً بجيشٍ من الطلابِ شاعَ به الخَبَر جُثيا على الألواح من كلِّ وِجهةٍ عُكوفا عليها في الأصائل والبُكَر يتبع في العدد المقبل..