أتاكَ من الأنباء ما فيه مُزْدَجَر وما فيه ذكرى للمنيب ومعتَبر وجاءك من أقدار ربك ما قضى فلا تعترض فالأمر يجري لمستقر وياناعياً أيقظتَ للوعي من وعى وللسعي قبل الفوت من كان في سَدَر فيوشكَ أنْ تُدعى ويوشكَ أن تُرى يُعزَّى بكَ النادي ويبكيكَ مَن حضر سبيلٌ على منهاجه سير من مضى ودربٌ إلى غاياته منتهى السفر ولله فينا غاية هو بالغٌ مداها وما تغني التمائم والنُّشَر إذا بلغ الزرع الحصادَ فقد أنَى وما إن ترى بعد الحصاد سوى الثمَر وما هو إلا ما سعى وهْو مومنٌ وقرّب خيرَ الزادِ أفضلَ ما ادّخَر ألا إنَّ موت الصالحين فجيعة وخطبٌ جليلٌ من نوائبنا الكُبَر أتاك من الأنباء ما فيه مزدجَر برُزْء دهى هزَّ الجوانح واهتصر فزعنا إلى التشكيك فيه فلم يدع مكاناً تفيء النفس فيه إلى وَزَر بلى قد قضى شيخ المشايخ سيدي محمد إبراهيمَ أستاذُنا الأغر بلى قد قضى شيخ المشايخ وانتهى إلى ربه إذ كان منه على قدَر سقى الله قبراً في "تباردة" ضمَّه لكَمْ ضمَّ من علم الكتاب وكمْ طمَر وكم قد طوى تحت الثرى من معارف تضيق بها الأسفار إنْ حاصر حصر أنشئت هذه القصيدة في تأبين شيخنا سيدي محمد بن إبراهيم إمام مدرسة "بير الفايض" سابقا، وشيخ القراءات بهذه الجهة، وألقيت في منزله ب"تباردة" من بلدة "أزغار" عند تقديم العزاء لأبنائه وأسرته، بتاريخ الأحد 18 شعبان 1430 ه / موافق 09 غشت 2009 م. رحم الله الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته.