ارتبطت شجرة التفاح بقصة سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام؛ إذ قيل أنهما أكلا من ثمارها حين كانا في الجنة، ثم اتخذها البشر لعصور تاريخية طويلة رمزا للحب والجمال.. وقد كان التفاح فضاء للإبداع ومنبعا فنيا لفنانين لمع اسمهم في مجال الرسم فجعلوه من مواضع لوحاتهم كالرسام الفرنسي (1819-1877)Gustave Courbet ، والرسامPaule Cézanne (1839-1906). تعتبر مصر من أقدم المناطق التي عرفت غرس أشجار التفاح، وقد قال عنها الدكتور لوكلير: "إن الفرعون رمسيس الثاني قام بزراعته في حدائقه، ومنها انتقلت إلى اليونان القديمة، ثم إلى أوربا والعالم بأسره". اعتمد الطب القديم كثيرا على التفاح في تحضير الأدوية لدرجة أن أطباء القرون الوسطى اشتقوا اسم المرهم: Pommade من التفاح Pomme. وفي زمننا ارتبط التفاح بالمقولة الشهيرة التي تقول: "Anapple a day keeps the doctor away" أي أن أكل تفاحة كل يوم يبعد عنك الطبيب، وقد عوضت بمقولة أخرى في زمننا الراهن: "An apple a day keeps Alzheimer's away". يحتوي التفاح على بروتينات، ودهنيات وسكريات وبكتين وسليلوز وكالسيوم وفوسفور وفيتامينات (أ، ب، س) التي تتركز في القشور، له قيمة غذائية عالية وعلاجية مهمة. إذ يساعد على مقاومة الشيخوخة، وعلى تصفية الجسم من الأحماض الزائدة فهو مدر للبول، ومطهر للأمعاء لذلك ينصح الأطباء بتناوله بعد الإفراط في الأكل أو في حالة الأمراض الناتجة عن الترسب كالنقرس، والأمراض المزمنة.. ويساعد التفاح كذلك على الهضم؛ لأنه يسهل إفراز اللعاب والعصارة المعدية. كما تتجلى فوائده الصحية في كونه مضاد للتسمم بفضل مادة البكتين، زيادة على أنه يفيد في الوقاية من الإمساك وحتى الإسهال؛ لأن أليافه تضبط حركة الأمعاء، كما يقضي على الغازات المتولدة في الأنبوب الهضمي. إن احتواء هذه الفاكهة على حمض التفاح تجعلها مضادة للالتهابات ومحافظة على نسبة الجراثيم الطبيعية بالأمعاء. أما أملاح البوتاس ومادة العفص المتواجدة بها فهي تحول دون تكون الحمض البولي وبالتالي تجنب آلام المفاصل. تصلح بقايا التفاح الخشنة كدواء للأمعاء كما تفيد قشوره في علاج الروماتيزم وإذابة الترسبات الحصوية الكلوية والمرارية مع منع تكونها. من جهة أخرى، يحافظ التفاح على استقرار سكر الدم لمدة أطول من السكريات الأخرى لذلك ينصح به للمرضى بداء السكري والذين يخضعون لحمية غذائية، ويتميز بمفعول مضاد للكولسترول وينفع في الوقاية من فقر الدم وأمراض الكبد ويستخدم خارجيا كعلاج لبعض أمراض الجلد. تتواجد فاكهة التفاح على طول السنة؛ لأنها تصبر بواسطة البرودة، إلا أن أواخر فصل الصيف وخلال فصل الخريف يكون التفاح أكثر طراوة، لا تفوتوا فرصة استهلاكه في هذه الأيام القليلة من السنة. كما يجب غسل التفاح جيدا قبل استهلاكه. لقد ميز الله سبحانه وتعالى هذه الفاكهة بفوائد متعددة، فهي قليلة الطاقة، تساعد على خفض نسبة الكولسترول وتوفر نسبة عالية من مضادات الأكسدة. المراجع 1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006. أحمد الحمداني، الغذاء وقاية ودواء، أفريقيا الشرق 2010. 2. Véronique Liégeois, Christian Rémésy, Stéphane Mottay, Les 100 aliments qui soignent, de A à Z: l'alimentation est la meilleure des médecines! FRIST Editions 2010.