المسائية العربية أزيد من 700 شخص يعتصمون بواد السعيدية بجماعة تمازوزت قيادة سيدي غيات أحواز مراكش، لم يعد يشغل بالهم منذ 13 يوما، العمل من أجل لقمة عيش، ولا التمتع بجمال الفصل الذي أخذت الأزهار في التفتح ونشر رائحتها الزكية، فقد أضحت أرضهم تفوح مرارة وحزنا وتشكو بارئها مما تتعرض له من استنزاف واستخفاف بالالتزامات والقوانين. ولم تستمتع نساء القرية بعيدهن الوطني وحلمهن بكلمة ترفع من معنوياتهن وتجعلهن يفكرن فعلا في مشاركة الرجال في المشاريع المدرة للدخل، فأصبح شغلهن الشاغل حمل القفة للمعتصمين، وترقب ما يجري من مناوشات وتحركات مشبوهة ، خوفا من مستقبل غامض، يتحكم فيه ذوي النفوذ، والضالعين في المساطر القانونية ، والقادرين على طبخ الملفات، والمنتهكين لحقوق البلاد والعباد. ولم يطلق الاطفال العنان لأقدامهم للتجول داخل البساتين، والجري بين الأشجار المثمرة سعيا وراء الفراشات، أو اللعب في أرضية صالحة لتمرير الكرة ومراوغة الخصم، فالوادي أضحى أكواما متقلبة من الرمال والاحجار الصماء والصخور المسننة، تخال زلزالا ضرب الواد، وهد كل البنايات إلى أسفل السافلين، لم تنج من سطوته حتى الآثار التاريخية وعلى رأسها ساقية يعتقد أنها ترجع في تاريخها إلى عصر المنصور الذهبي، حيث كانت تروي البساتين الغناء، وتنساب متدفقة من سيدي غيات إلى مراكش. كل ذلك كان في زمن مضى، قبل أن تتكالب السلطات المحلية وبعض المنتخبين ويوفروا مظلة لشركة عملاقة، أطلقت جرافاتها لتحصد الأخضر واليابس، ولتعمق الحفر وتبلغ عمق 8 أمتار، وطول 5 كلم، ولتجند الناقلات الضخمة التي تعمل ليل نهار، على نقل الرمال والأحجار، واجتثاث التربة، علما وحسب السكان أن دفتر التحملات لا يتضمن كل ما تقوم به الشركة من نهب وتخريب ودمار، نتج عنه استنزاف الفرشة المائية، وموت الأشجار، وهلاك الماشية، وتهديد الجماعة بالمجاعة والموت البطيء. يقول أحد السكان: عجبا لمسؤولي الدرك الملكي، والقائد ورئيس الدائرة، كيف يسمحون لأنفسهم بتهديد السكان بالسجن وبأبشع العواقب، إن استمروا في الإحتجاج والاعتصام، ولا يسمحون لأنفسهم بطرح سؤال وجيه: هل ما تقوم به الشركة قانوني، وهل من حقها أن تدفع أزيد من 10 دواوير إلى المجاعة؟ نذكر منها دوار أيت تيسيلة الفوقانية، دوار أيت أوكايكو، دوار ايت علي، دوار تعريشت، دوار ايت الناموس، دوار ظهر الكيدار، دوار أكادير، دوار ولاد بن سعيد، دوار تيكزير، دوار ايت إقوكاس، دوار ايت شلوف.... وأضاف آخر: إن بعض المسؤولين يعمدون إلى استفزاز بعضا من السكان بغية الإيقاع بهم، وصاروا يبعثون مع ذوي النيات الحسنة بتحذيراتهم بإلصاق التهم ببعض أعضاء الجمعية، والعمل على أعتقالهم والتنكيل بهم، بل ذهب بعضهم إلى لعب دور السمسرة وشراء الصمت، الشيء الذي يجعل السؤال يطرح بجدية عمن هو المستفيد الحقيقي، وهل المقلع أضحى كعكة للاغتناء غير المشروع، وهل حقيقة ما يتداوله السكان من تخصيص نسبة من المداخيل للمظلات التي تخشى أن تزول النعمة وتحل النقمة إذا ما هي تفهمت المطالب المشروعة واستجابت لها، ولم ينتابها القلق من تضامن الساكنة، وتآزرهم وتشبتهم بالأرض وبخيراتها ، واستعداد أهل البلد كبارا وصغارا، شيوخا وأطفالا، ذكورا ونساء لكل الاحتمالات؟ وأخيرا وجب التساؤل أيضا هل ذلك مقلع للرمال أم مقلع للبشر والحيوان والنبات وما ظهر على سطح الأرض وما خفي في باطنها. بالمناسبة، وللتذكير فقط، فالسكان راسلوا العديد من الجهات المعنية ولكن لم يتلقوا أي رد رسمي، واعتصموا وما زالوا ينفدون اعتصامهم منذ 13 يوما، ولم يتم الالتفات إلى مشاكلهم، أو الأستماع إلى مخاوفهم ومعاناتهم ، حيث يواجهون سياسة التجاهل إلى جانب لغة التهديد والوعيد واستخدام القوة والعنف لإلجامهم ومنعهم من الاحتجاج، وبذلك، اضطروا إلى طرق الأبواب المفتوحة، وفضح ما يجري داخل جماعة تمازوزت من تواطؤات مكشوفة، ومن تم فلم يعودوا في مواجهة الأخطبوط لوحدهم حيث دخلت على الخط الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش، وحزب الإشتراكي الموحد، وجمعية أطاك، ومن المرتقب أن تنضم مجموعة من جمعيات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية لمساندة سكان تمازوزت في محنتهم، كما قرر السكان القيام بمسيرة على الأقدام تشارك فيها جميع القبائل والدواوير إلى العمالة إقليمالحوز، وولاية مراكش ، وإجراءات أخرى وفق ما يسمح به القانون.