وصف الدكتورعبد الغني أبو العزم رئيس الجمعية المغربية للدراسات المعجمية، دعاوى إحلال الدارجة محل اللغة العربية الفصحى، بأنها حركة غير بريئة، لها أهداف استعمارية، وترمي إلى تخريب الفكر العربي، ولكل ما يملكه من تراث منذ ظهور القران الكريم إلى الآن, مؤكدا استغلال هؤلاء للأزمة الحقيقية التي تعيشها الدولة فيما يتعلق باللغة. لذلك ألح الدكتور أبوالعزم على ضرورة إخراج مشروع أكاديمية محمد السادس للغة العربية إلى حيز الوجود، بعد أن طاله الجمود منذ أربع سنوات، رغم مساهمته في تقديم هيكلة له. وقد جرى هذا النقاش الساخن في " لقاء الشهر" مساء يوم السبت 14 فبراير 2014 ، الذي نظمه مركز التنمية لجهة تانسيفت حول: "المعجم وتطور اللغة" في رحاب غرفة التجارة والصناعة والخدمات بولاية مراكش، احتفاء بالدكتور عبد الغني أبوالعزم بمناسبة صدور معجمه الجديد، بحضور ثلة من الأكاديميين والباحثين والمختصين في الدراسات اللغوية والأدبية. وفي معرض حديث المحتفى به عن سبل الدفاع عن اللغة العربية، أكد أن أكبر جهد ينبغي أن يبذل في هذا الصدد، يجب أن يتركز حول إيجاد أدوات تؤدي إلى تبسيط اللغة، وإشاعة نشرها، وتيسير نحوها، مشيرا إلى انحدار مجامع اللغة العربية (في الأردن، سوريا، القاهرة، والجزائر...) في هوة أزمة سحيقة وسبات عميق، بعيدا عن مواكبة تطور المجتمع العربي. وفي سياق إجابته عن سؤال حول إقحامه مفردات من اللسان الدارج في معجمه الجديد، أوضح الدكتور أبوالعزم:" أن معيار التداول المستمر والدائم، يجيز للكلمة الدارجة فرض نفسها على المعجمي بدون تردد"لكن هذا- يضيف أبوالعزم- غير مسوغ لإجازة القول بإحلال الدارجة محل اللغة الفصحى، إذ لامجال للمقارنة، فاللغة العربية لها قواعدها، وتراثها الضخم. وهكذا اعترف الدكتور أبوالعزم بتطور ملزم للغة العربية تاريخيا، وأتى بفتح لغوي جديد يكسر احتكار أهل الشرق من خلال تأليفه: "معجم الغني الزاهر" في أربعة أجزاء، اعتبره الأستاذ أحمد طليمات -القاص والشاعر والروائي- " يصب في تحقيق قومية مرتجاة، وينتصر للغة الضاد في مواجهة التحديات التي تواجهها". وعن وظيفة المعجم، يقول القاص طه أبو يوسف: "فائدة المعجم تحصين اللغة وتقويتها، واستعماله يخفف من انحدار اللغة في مستنقع التفسخ..." والبديل كما يقترح أبو يوسف، إنشاء مجمع لغوي، ومجلس أعلى للترجمة والفنون. داعيا إلى التفاف المثقفين جميعا وفق برنامج واضح من أجل النضال لبناء الإنسان والمجتمع وتحرير إمكانيات الفرد في اتجاه الإبداع، بهدف الرقي ب "الكتابة الإبداعية التي بدأت تتهاوى وتضعف وتميل إلى الركاكة". ومن جهته نادى الدكتور أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت الضمير الحي لمبدعي الأمة وعلمائها، بضرورة تحمل مسؤوليتهم للحفاظ على لغتنا، والجهر بقول:لا،لهذا العبث، الذي يتزعمه جهال بقيمة اللغة العربية وغناها الحضاري. وشكر الدكتور أبوالعزم على جهوده ، وقبوله دعوة المركز من خلال تشريفه منتدى مراكش" لقاء الشهر"في دورته السابعة. و قد قدم الدكتور أبو العزم في هذا اللقاء مداخلة ضمنها قراءة في معجم:" المغني الزاهر"، مركزا على خصائصه ومميزاته، تلاها نقاش مفتوح و مستفيض. مركزا خلال تدخله على وجه الخصوص، بأنه استطاع إصدار معجمه الجديد بعد أن استغرق في تأليفه أزيد من ربع قرن. ويعد" المغني الزاهر" أول معجم موحد عربي عربي،لغوي أدبي معاصر، رتب ترتيبا ألفبائيا، وخضع لمنهجية معجماتية حديثة، يحقق المناصفة اللغوية بين الإناث والذكور من خلال إثباته لتاء التأنيث في سياق شرحه للمفردات في ضو ء تطوراتها وسياقاتها العامة أوالخاصة، يضم آلاف الشواهد الدينية والأدبية، والمصطلحات الحضارية والعلمية والتقنية، كما يحرص على إيراد الكلمات المولدة والمعربة والدخيلة، ويحتوي على رسوم إيضاحية، وخرائط جغرافية، ولوحات فنية، و صدر عن مؤسسة المغني للنشر بالرباط.