استضافت كلية اللغة العربية بمراكش بمناسبة ذكراها الذهبية، مساء يوم الثلاثاء فاتح أكتوبرالجاري، الدكتورعبد الغني أبوالعزم لتقديم معجمه الجديد:" المغني الزاهر" وهو أول معجم عربي عربي، لغوي أدبي معاصر، رتب ترتيبا ألفبائيا، وخضع لمنهجية معجماتية حديثة، وانفرد بتحقيق المناصفة اللغوية بين الإناث والذكور، من خلال إثباته لتاء التأنيث، في سياق شرحه للمفردات في ضو ء تطوراتها، وسياقاتها العامة أوالخاصة، يضم آلاف الشواهد الدينية والأدبية، والمصطلحات الحضارية والعلمية والتقنية، كما يحرص على إيراد الكلمات المولدة والمعربة والدخيلة، ويحتوي على رسوم إيضاحية، وخرائط جغرافية، ولوحات فنية. يقع في أربعة أجزاء، وصدر عن مؤسسة المغني للنشر بالرباط. ووصف الدكتورعبد الغني أبوالعزم معجمه الموحد:" المغني الزاهر" بأنه يشكل نقلة نوعية بالنظر لمجمل المعاجم التي ظهرت خلال القرنين الماضيين، مشيرا إلى أنه استغرق في تأليفه أزيد من ربع قرن، وفق منظور يعتبر" المغني الزاهر"مدونة لغوية منوعة، تمتد من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، ويأخذ بعين الإعتبار كون اللغة كائن حي في تطور مستمر، ينبغي أن يواكبها تنقيح، ومراجعة، وإضافات للمعاجم خاصة العربية، إذ لايعقل أن لايتم تعديل أشهر معجم في العالم العربي وهو"المعجم الوسيط" منذ سنة 1960 ، رغم ملاحظات علماء اللغة العربية عليه مادة ومنهجا، ولتخلفه عن متابعة ما استجد في لغة العلم، والأدب، والصحافة، في سياق دلالتها، ومضامينها الحقيقية والمجازية، وفي ضوء صيغها وتراكيبها. واعتبر الدكتور أبوالعزم مادة معجمه مستقاة من الحياة اليومية للشعوب العربية، مبرزا أن الإنفتاح على اللسان الدارج مشروط بمعايير، فليس كل كلمة "دارجة" يجب أن تدخل قسرا إلى المعجم، بل ذلك رهين بنسبة تداولها، مما يجعلها متواترة، وتفرض نفسها عمليا على المعجمي ليدرجها في المعجم. وهكذا أكد المحتفى به أن لكل عصر فصاحته، والعمل المعجمي عمل مضني تتقاطع فيه مجموعة من التخصصات، لذلك التمس السماح من زوجته وبناته، لانشغاله عنهن بأبحاثه، مدينا بالفضل لهن، معتبرا العمل المعجمي بأنه قد يتحول إلى مرض، والعامل في هذا المضمار قد لايسلم من سهام النقد. وقدم الدكتور محمد أمنزوي مداخلة ضمنها قراءة في معجم:" المغني الزاهر" بصفته عضو مشارك في مراجعة النسخة النهائية التي أعدت للطبع،مركزا على خصائصه ومميزاته، حاصرا إياها في: تنوع المصادر والمراجع، والتصرف في الشرح والتمثيل، إرفاق مغزى الكلمات بصور موضحة، والإعتناء بالمتلازمات اللفظية، والمصطلحات اللغوية والعلمية، وإدراجه مفردات واستشهادات ليست في المعاجم المتداولة، مختتما بالتأكيد على ميزة شمولية المعجم وموسوعيته. وفي افتتاح هذا اللقاء أخذ الكلمة الدكتور محمد أزهري عميد كلية اللغة العربي بمراكش، مرحبا بالدكتور أبوالعزم بين قراءه، وأحباءه، من علماء وأساتذة، وطلبة، وإعلاميين، ممن حضروا للإحتفاء بمؤلفه الجديد، متطرقا إلى دور المعاجم والوظائف التي تؤديها في حياة الباحث، مؤكدا على الخدمات الجليلة التي سيسديها هذا المعجم للغة العربية في ظل التحديات التي تواجهها، يقول الدكتور أزهري: إن معجم" المغني الزاهر" سيسد حاجة لدى المختص، وغير المختص، بغنى مضمونه،ومنهجه الميسر، وهذا ليس بغريب عن الباحث عبد الغني أبوالعزم رئيس الجمعية المغربية للدراسات المعجمية، وصاحب "المعجم المدرسي، أسسه ومناهجه" الذي أحرز به على شهادة دكتوراه الدولة سنة 1993 بالدار البيضاء، وصدر له أيضا "المعجم الصغير، باللغات الأوروبية" الرباط سنة 1993،"معجم تصريف الأفعال" الرباط سنة 1997 ،"معجم الغني" CD-ROM شركة صخر القاهرة سنة 2001 ، "معجم المصطلحات الدينية" الرباط سنة 2005 ، "المعجم اللغوي التاريخي، منهجه، ومصادره" الرباط سنة 2006 ، "معجم مصطلحات حقوق الإنسان والقانون الدولي" منشورات المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان، الرباط سنة 2006.