خصصت المكتبة الوطنية مساء الثلاثاء جلسة علمية لتقديم «المعجم الغني الزاهر» للأستاذ عبد الغني أبو العزم بمشاركة الأساتذة: أحمد شحلان، عباس الصوري، السعدية آيت الطالب ومحمد أديوان. بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير التربية الوطنية محمد الوفا وعمدة مدينة الرباط فتح الله ولعلو، إضافة إلى مثقفين وأساتذة وطلبة ومهتمين بالقضايا المعجمية.وقد اعتبر محمد أديوان أن «المعجم الغني الزاهر» حدث هام في تاريخ المعاجم العربية. فيما اعتبره عباس الصوري إنجاز لغوي قيم أخذ من عمر صاحبه ثلاثة عقود من الجهد والاجتهاد والبحث والتنقيب. فيما اعتبرته السعدية آيت الطالب موسوعة للتعبير عن التنوع الثقافي والإيديولوجي. أما أحمد شحلان فقد اعتبر «المعجم الغني الزاهر» ترجمة للآمال العلمية التي يحملها أبو العزم. ومن أهم الخلاصات التي توصلت إليها الندوة العلمية حول المعجم الغني هي أنه يقدم خدمة للغة العربية من منظور شمولي، فهو يساعد المثقف والناشئ على حد سواء بأيسر السبل من التمكن من العربية دون عناء ولا غموض. ذلك لأن أبا العزم سبق أن خاص باحترافية تجربة إنجاز المعاجم من خلال معجمات مندمجة وميسرة وموجهة إلى الأطفال. أردفها بمعجم صغير في كيفية البحث عن الأفعال. وقد كانت هذه التجربة التربوية مقدمة لإخراج هذه المدونة الشاملة ل»المعجم الغني الزاهر»، الموجه إلى الباحثين والطلبة في أكثر من 30 ألف مدخل. و«المعجم الغني الزاهر» يقع في أربعة أجزاء، مواده مستخرجة من الملحمة اللغوية العظيمة: القرآن، إضافة إلى الحديث والمثل والأعمال الأدبية. وبذلك فقد تجاوز المعجم، حسب عباس الصور، ثلاث عقبات. العقبة الأولى كون العربية ممتدة في الزمان والمكان. وهي تحتاج إلى الاستناد على معجم تاريخي ابتداء من النص الجاهلي وانتهاء بالنص الإلكتروني. والعقبة الثانية تتمثل في كون المعجم له توجه مدرسي تعليمي، وبذلك فهو يتطلب منهجية مضبوطة. وقد حاول المؤلف بكفاءة مواجهة هاتين العقبتين. أما العقبة الثالثة فتتجلى في الانتقال من المستوى الورقي إلى المستوى الإلكتروني. وهو دخول في تجريب تقريب المادة اللغوية عن طريق الوسائل الإلكترونية. وبذلك يكون قد وضع اللبنات الرقمية للمعجم. كما أمكن تقديم قراءة للمعجم عبر الأرقام، كما فعل أحمد شحلان. فهو معجم من أربعة أجزاء، تتصدره مقدمة علمية عميقة. يبدأ ج1 بحرف «أ» و ينتهي بالحرف «ب»، ويمتد من الصفحة «1» إلى الصفحة 722. أما الجزء «2» فيبدأ من حرف «ت» وينتهي بحرف «ر»، من الصفحة 723 إلى 1729. ويبدأ الجزء الرابع من الحرف «ز» و ينتهي بحرف «ق»، من الصفحة 1731 إلى 2633. والجزء الرابع يبدأ بالحرف «ك» إلى الحرف «ي» من الصفحة 1733 إلى 3989. أما عدد المداخل فقد وصل إلى 65 ألف مدخل. ومن خصائصه أيضا أنه لم يأت مرتبا حسب الجذور، فهو يضع الكلمة في صيغتها كما هي ليسهل البحث على الطالب. أما الاستشهادات فقد وزعت حسب الحروف. فهو يستشهد بالقرآن والحديث، ، حسب شحلان، على قراءة واحدة. أما نسبة الأدباء الذين اسشتهد بهم فقد توزعت كالآتي: الإمارت:1. السودان:1. الأردن:2. البحرين:2. ليبيا:2. الكويت:2. الجزائر:3. اليمن:5. سلطنة عمان:6. تونس:8. فلسطين:22. الأندلس:34. المغرب:36. سوريا:41. مصر: 61. العراق:71. جزيرة العرب99. وبذلك يكون قد استشهد ب422 أديبا. معبرا عن وعي كبير بالتراث العربي الإسلامي. لقد كانت جلسة تقديم «المعجم الغني الزاهر» جلسة علمية للاحتفال بإنتاج علمي لباحث و عالم مغرب يمرموق.