ضحية جديدة من ضحايا العنف الزوجي" فاطمة - ي " من مواليد 1990 يتيمة الأبوية ، تزوجت " هشام - م "( 24 سنة ) بعد قصة حب وفضلت أن تسكن برفقة والديه بسبب ضائقتهم المالية في حي بسيط من أحياء سيدي يوسف بن علي، هي اليوم طريحة الفراش بعدما تلقّت طعنات بزجاج قنينة مكسورة كادت أن تودي بحياتها من طرف زوجها المخمور والذي تجرّع في تلك الليلة حبوب هلوسة أفقدته كل صوابه، ولولا تدخل الجيران الذين أعلموا الشرطة ربما كانت فاطمة في عداد الموتى كما صرّح بذلك أحد الشهود. بهذه الأحداث المروعة استفاق سكان حي الشعبة الوسطى بمقاطعة سيدي يوسف بن علي ليلة الثلاثاء المنصرم، وقد خلّف الحدث جروحا غويرة في وجه الضحية وفخذها الأيسر مما استدعى نقلها الى قسم مستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، واعتقال المعتدي " هشام " من طرف شرطة المنطقة. بيد أن مستجدات الأحداث حملت معها قبول الضحية " فاطمة " عقد صلح مع زوجها المعتدي وسيتم اطلاق سراحه يوم الاثنين حسب ما صرّحت به والدة المعتدي السيدة " نجية " ( 41 سنة وأم لفتاة متزوجة وشاب آخر يافع.) " هشام " يشتغل في صناعة الجلود وهو الابن البكر لأسرة متواضعة والده يتعاطى بدوره للمخدرات، في حين تشتكي والدته من معاناة سنوات خلت مع الأب والابن المدمنين وأنها بدورها ضحية زواج مبكر جعلها تتعايش مع المشاكل يوما بيوم، لكن " فاطمة " الضحية تحكي بصوت خافت وبنبرات مقهورة أنها من مدينة طنجة توفي والداها وتركاها صغيرة ووحيدة لتجد نفسها في أحضان مدينة مراكش تتلقفها الدروب وتصفعها الأزقة الى حين التقت " هشام " الذي احتواها وفرضها على أهله كزوجة له وأم لطفلته " وصال " ذات الست أسابيع، مستطردة : ( هشام لم يضربني قبل اليوم وانا أحبه وهو يحبني و أعلم أنه حين يتعاطى المخدرات يصبح رجلا آخر) ثم تغرق بعدها في صمت كئيب. ويظل السؤال مطروحا الى أي حد ستظلّ المخدرات السبب الرئيس في احداث العنف داخل الأسر المغربية ؟ وهل من اللائق ايجاد الأعذار للمعتدين من الأزواج ؟ ليظل قسم الشرطة وقسم المستعجلات يتلقى العديد من حالات العنف الأسري تصل في الكثير من الأحيان الى مستودع الأموات.