القصص في الكتب السماوية للمسائية العربية للمرة الثانية (المرة الأولى كانت بكلية الآداب، الرباط) وفي أقل من سنة ونصف يُكرم عميد الدراسات الشرقية في المغرب الدكتور أحمد شحلان. لكن هذه المرة من لدن شعبة اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، عين الشق الدارالبيضاء بالتعاون مع الجمعية المغربية للدراسات الشرقية، وذلك في إطار ندوة علمية في موضوع القصص في الكتب السماوية وذلك بتاريخ 16 و17 ماي 2012. ونظرا للقيمة الكبرى التي يحظى بها المحتفى به في فضاء الجامعة المغربية، ولأهمية الموضوع تابع هذه الندوة الوطنية، باهتمام منقطع النظير، جمهور غفير من الأساتذة الجامعيين والباحثين والعلماء والطلبة، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور سعيد بناني عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، عين الشق، الدارالبيضاء، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد العبادي، ورئيس المجلس العلمي لعين الشق، ورئيس المجلس العلمي لمديونة. وفي مداخلة له اختار لها الدكتور أحمد العبادي عنوان منهج القصص في القرآن والتوراة: دراسة مقارنة أبرز فضيلته أن أجرأة التعارف لا تتم إلا عن طريق معرفة ما لدى الآخر موضحا أن السبيل إلى ذلك يمر عبر خمسة محافل هي: محفل الاستغلال، محفل فك النزاعات، المحفل الأكاديمي، المحفل التبشيري، المحفل التعارفي. وأكد في هذه المداخلة أن علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية يمكن إدراكها من خلال النظر إلى القرآن الكريم باعتباره بناء «مرتلا» إلى جانب خصائص أخرى متمثلة في الإحاطة والتصديق والتفصيل والهيمنة والاستيعابية. وفي دراسة جادة هي خلاصة عشر سنوات من البحث السيميائي قدم الدكتور سعيد بناني قراءة لقصة موسى عليه السلام وفتاه استهلها بصياغة مجموعة من الأسئلة والإشكالات من قيبل: ما هي وظائف السرد في القرآن؟ وما هو نمط المتلقي المثالي، وكيف يصاغ القارئ الافتراضي؟ ما هي دلالة العلاقة بين القارئ الافتراضي والقارئ الراهن؟ ومن كلية الآداب، الرباط أثار الدكتور ادريس اعبيزة في مداخلة دقيقة بعنوان القصص التوراتية في الأدب العبري الحديث إشكالية كبرى قلما ينتبه إليها دارسو الأدب العبري الحديث وهي أثر القصص التوراتي في هذا النوع من الأدب. وفي تسليطها الضوء على أوجه المماثلة والاختلاف بين القصص في القرآن والتوراة، قصة يوسف عليه السلام نموذجا خلصت الدكتورة سعاد الكتبية من كلية الآداب مراكش إلى نتيجة مفادها أن الهدف من القصة في القرآن الكريم يكمن في استخلاص العبر خلافا للتوراة التي كانت تؤصل من خلال هذه القصة لمفهوم شعب الله المختار. وتطرق الدكتور مولاي المامون المريني من كلية اللغة العربية بمراكش إلى قصة أستير بين حدود التاريخ ومقاصد الأسطورة متوقفا عند أهمية هذه الشخصية في التراث الديني اليهودي. أما الدكتور سعيد كفايتي من كلية الآداب، سايس، فاس وعضو مختبر حوار الحضارات ومقارنة الأديان فقد تحدث ضمن هذه الندوة في بحث دقيق ورصين يحمل عنوان: النبي إبراهيم عيله السلام: قراءة متعددة عن إسهام مثل هذه القراءات الجديدة في إعادة تأسيس صورة النبي إبراهيم عليه السلام، والتي من شأنها، إذا ما تمت، أن تتجاوز تلك الرؤية السطحية التي اعتادت بعض الكتابات العربية الحديثة غير المتخصصة الترويج لها. وقد شارك في أعمال هذه الندوة نخبة من الباحثين الذين حجوا إلى الدارالبيضاء من مختلف الجامعات المغربية وفي الجلسة الختامية كان للجمهور موعد مع شهادات صادقة في حق المحتفى به تعاقبت على إلقائها مجموعة من الشخصيات البارزة أمثال الدكتور عبد الغني أبو العزم الغني عن التعريف والدكتور عباس الصوري مدير مكتب تنسيق التعريب التابع لجامعة الدول العربية والدكتور مولاي المامون المريني عضو اللجنة المنظمة والدكتور فيصل الشرايبي رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، عين الشق، الدارالبيضاء. كريمة نور عيساوي