نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بكليتي الآداب سايس و ظهر المهراز والفريق المتداخل الإختصاصات للبحث في الترجمة والتأويل، ومركز الدراسات الرشدية، ومختبر حوار الحضارات ومقارنة الاديان، ندوة دولية تحت عنوان: الترجمة والنص المقدس، وذلك يومي 18 و 19 من ابريل الجاري بدعم من مجلس مقاطعة سايس. وقد شهدت هذه التظاهرة الثقافية حضور مجموعة من الأساتذة والطلبة الباحثين والمهتمين بحقل ترجمة النص المقدس، ومن ضمنهم عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية فاس سايس الدكتور إبراهيم أقديم، و الدكتور سيدي محمد زهير منسق ماستر الدراسات السامية ومقارنة الاديان والدكتور سعيد كفايتي عضو بمختبر حوار الحضارات ومقارنة الأديان بفاس، والدكتور توفيق السخان و الدكتور حميد كسوس عضوين بالفريق المتداخل الاختصاصات للبحث في الترجمة والتأويل، والدكتور أحمد فرحان و الدكتور عز العرب بناني عن مركز الدراسات الرشدية، اضافة الى مجموعة من الباحثين من جهات اخرى كالدكتور يوسف كلام من دار الحديث الحسني بالرباط والدكتور ادريس اعبيزة من جامعة محمد الخامس اكدال والدكتور محمد لعضمات من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالرباط. وفي مداخلته التي اختار لها عنوان " ترجمة معاني القرآن الكريم: الصعوبات والعوائق"، أكد الدكتور محمد زهير ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأخرى لها أهمية بالغة في التعريف بالإسلام ومعتنقيه، وكذا في الحوار الديني بين المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى وأشار أيضا إلى أن هذه الأهمية، لا تخلو من سلبيات نابعة من الإشكالات والصعوبات المصاحبة لهذه الترجمة، وخلص إلى أن الصعوبات والعوائق التي يمكن أن تعترض ترجمة النص القرآني يمكن إرجاعها إلى ثلاثة جوانب حددها في الجانب الدلالي للألفاظ والجانب البلاغي والجانب التركيبي. أما الدكتور سعيد كفايتي، فتطرف في مداخلته إلى ما وصفها بمعضلة ترجمة النص الديني، مُفرِدا مداخلته للحديث عن التوراة كنموذج، وفصّل في مسألة ترجمة النص الديني مؤكدا أنه حتى وإن بلغت درجة الكمال و"هو أمر يكاد أن يكون مستحيلا"، فإنها لا تخلوا من مزالق، في مقابل النص الأدبي الأصلي والنص المترجم له، واستشهد كفايتي في هذا السياق بترجمة الكتاب المقدس عموما والتوراة على وجه الخصوص، وبيّن في السياق ذاته المراحل والمحطات التي مرت بها التوراة منذ ظهورها. الدكتور توفيق السخان، تحدث ضمن الندوة الدولية المشار إليها عن العلاقة التي تجمع بين الدين والترجمة، وأوضح أنهما يميلان إلى الملازمة والمجاورة، وكذا إلى التعارض والتنافر، وهو يوضح تلك الرؤى بين الخطابات التي لازمت الترجمة، ونوه المحاضر كذلك إلى مجموعة من المقالات من قبيل التخوين والرجم والحريف والأمل والأصل، ليؤكد في الأخير على الحاجة الملحة إلى الترجمة باعتبارها نشاطا إنسانيا مع ضبط مجموعة من الأمور والشروط أهمها شرط الحفاظ على الأصل والذي اعتبره المتحدث شرطا أساسيا.