العديد من الإكراهات التي تعاني منها بعض مستوصفات مراكش دون ان تجد من يلتفت إليها أو إلى معاناة العاملين بها، تركوها تسبح في بحر المشاكل في زمن تفتخر فيه وزارة الصحة بمنجزاتها وما حققته من نجاحات سيسجلها التاريخ بمداد الذهب الاحمر، ربما يعود الإهمال المبالغ فيه إلى كون هذه المستوصفات تقع داخل أحياء طالها التهميش ونال من سكانها الفقر والحرمان، فلم يعد يجدي نفعا ترميمها أو تسهيل مأمورياتها حتى تقدم خدمات في مستوى تطلعات المواطنين الغلبة،لا يهم إن تحول مجالها إلى مرتع للأزبال وموطن للمنحرفين والمشردين وملاذ آمن للدعارة وعقر الخمور، ما دامت ميزانية وزارة الصحة عاجزة عن توفير حارس من الامن الخاص يسهر على حماية المؤسسة والعاملين بها ،وتوفير ابسط الضروريات التي لا يمكن للعمل ان بستقيم بدونها. مستوصف محروم من الماء الصالح للشرب منذ ازيد من اربعة اشهر سرق العداد وبقيت مكانه حفرة شاهدة على العصر من الأمثلة الحية على ما سبق ذكره مستوصف حي الموقف، هذا المستوصف الذي يقع داخل أحياء شعبية آهلة بالسكان، تعرض إلى عملية سرقة عداده المائي، وظل الماء يتدفق بقوة في الزقاق، وبعد التبليغ عن السرقة وتدخل القيادة من أجل إيقاف التسرب العشوائي، عاد المخربون لسرقة باقي الأجهزة النحاسية الرابطة بين الأنبوب والعداد، ومن ذلك الوقت والمستشفى يشتغل في ظروف مأساوية في غياب الماء، والأنكى من ذلك أكدت مصادر قريبة أن مجموعة من نوافذ بعض المنازل المجاورة والمطلة على ساحة المستوصف ظلت ترمي أزبالها من فوق مما حول المكان إلى مرتع للأزبال، منازل تطل على المستوصف وبعضها ينعش ساحته بمخلفاته إن وضعية هذا المستوصف الذي تؤمه مجموعة من الأحياء نذكر منها حي دار الدباغ،حي قشيش ، قاعة بناهيض، سبتيين، بنصالح ، وحي الموقف الذي يوجد في قلبه المستوصف، ويستفيذ من خدماته أزيد من مائة مواطن ومواطنة يوميا، وذلك تحت رعاية خمس ممرضات، وثلاثة أطباء ضمنهم طبيبتان يعملون جميعهم في ظروف مزرية وخوف دائم خاصة أن المستوصف لا يتوفر على أمن خاص كما أن استبدال الجذار الإسمنتي بشباك حديدي ساهم في تشجيع المنحرفين على التسلل إلى الداخل من أجل معاقرة الخمور أو الدعارة أو غيرها. كل هذا ووزارة الصحة تبقى خارج التغطية، تغرد أغنية النجاحات وما هي في جوهرها سوى الإخفاقات التي تمس حقا من حقوق المواطن المغلوب على أمره