نظمت جمعية اتحاد التعليم والتكوين الحر في الأسابيع الأخيرة من شهر دجنبر نشاطين هامين تحت إشراف الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز ، يتعلق الأول باليوم الدراسي الخاص بالتأهيل قطاع التعليم المدرسي الخصوصي بجهة مراكش والانفتاح على المستجدات البيداغوجية ، والثاني الاستثمار في التعليم الخصوصي، وإذا كان اللقاء الاول يرمي إلى تكوين وتأطير العاملين بمؤسسات التعليم الخصوصي وإشراك العاملين به في تفعيل مقتضيات مدرسة النجاح من اجل الارتقاء بالمدرسة المغربية في شقها الخصوصي إسوة بالعمومي الذي قطع اشواطا مهمة على مستوى التكوين والتأطير. فإن اللقاء الثاني انصب على الآليات الكفيلة بالارتقاء بالقطاع المدرسي الخصوصي تنظيميا وقانونيا واستثماريا إلى جانب وقوفه على مجموعة من الإكراهات التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي والا قتراحات الممكن اعتمادها للخروج من الأزمة. وارتباطا بالموضوع ذلته، ولتقريب القارئ من انشغالات الفاعلين التربويين وبعض وجهات النظر المثارة للنقاش والحوار نستنبط بعض الاسئلة الاستفهامية الجوهرية التي وضعتها الاستاذة فوزية عبيدة خلال قراءة في التصور العام لليوم الدراسي التواصلي والتي يمكن اعتبارها مدخلا اساسيا للولوج إلى القضايا التي من شأنها تحقيق هذف الارتقاء المنشود كيف يمكن رفع التحدي المنشود وبلورة النقلة النوعية للارتقاء بالمدرسة المغربية؟ ما هي السبل الكفيلة والآليات القمينة بإعطاء البعد التفعيلي للإمكانيات المادية المرصودة لتحقيق هدف النجاح بمفهومه الشامل ؟ كيف يمكن ربط المخطط الاستعجالي كتصور وإمكانيات واستراتيجية ناجعة في تفعيله على أرض الواقع ؟ ولتفسير ذلك ركزت نائبة الكاتب العام لجمعية اتحاد التعليم والتكوين الحر بمراكش ونائبة وزارة التربية والتكوين بمراكش سابقا الاستاذة فوزية عبيدة على ضرورة وضع في الاعتبار " أننا نحن إزاء قطاع اجتماعي بامتياز يحتضن حوالي 93 في المائة من أبناء الشعب المغربي والثاني نحن إزاء قطاع منتج للرأسمال البشري كرافعة أساسية للتنمية. ولذلك تضيف فوزية عبيدة ان النجاح لا يمكن ان يتحقق إلا بالمشاركة الفاعلة والانخراط المتكامل للجميع في أجرأة المخطط الاستعجالي، ذلك ان استكمال تعميم التعليم الأولي والابتدائي ، وتوسيع قاعدة التعليم الثانوي و الإعدادي والتأهيلي ، وتنمية التعليم الخصوصي ، وتطوير الهندسة البيداغوجية ، وتدبير الموارد البشرية وتنمية البحث العلمي والتجديد التربوي كلها رهانات أساسية بكل المقاييس ، وتتساءل مرة أخرى :" ولكن كيف السبيل إلى تمكينها جملة وتفصيلا " ؟ هل بالمقاربة التقنوية المراهنة على الكم، أم بالمقاربة التشاركية المنفتحة على جميع الإرادات والفعاليات الشاملة لمكونات المجتمع التربوي من نساء ورجال التعليم ، والمجتمع المدني بما فيه الأسرة والأحزاب والنقابات وغيرها للمضي على قدم وساق في درب إصلاح المنظومة لتحقيق رهان الألفية الثالثة ؟ استفهامات تفتحنا مباشرة على أسباب تنظيم اليوم الدراسي وموضوعه المراهن على التواصل والتعاقد حول القضايا التي تجعل المدرسة مفعمة بالحياة متعددة الأساليب تودي بقوة الفعل المسعف إلى آفاق النجاح وتكون جديرة بأن تنعث بمدرسة النجاح. واشار الدكتور احمد العمراني رئيس اتحاد التعليم والتكوين الحر بمراكش إلى أن الوزارة والأكاديميات والنيابات وكل الساهرين على قطاع التربية والتكوين قد وضعوا عدة برامج على اأمد القصير والمتوسط والبعيد، ، للقيام بالإصلاحات الأساسية والضرورية للوصول إلى أهداف الميثاق فيما يخص التعليم العمومي غير أن التعليم الخصوصي بات اكثر من اي وقت مضى في حاجة ملحة إلى المساندة والدعم بهدف الارتقاء به نحو الأفضل ومن هنا يمكن اعتبار اللقاء الثاني والذي نظم بأكاديمية مراكش يوم تكملة لمسلسل البرنامج الذي سطرته الجمعية وعملت على نجاحه وتفعيله، حيث واكبت أشغال الملتقى العديد من الإدارات المعنية بقطاع التربية والتكوين " التخطيط، الشغل،مقاطعة المدينة، مجلس الجهة، ممثلي بعض العمالات بجهة مراكش تانسيفت الحوز ، النيابات التعليمية بالحوز، ومراكش ، الأكاديمية الجهوية...،كما خلف غياب ممثلي إدارة الضرائب المباشرة وغير المباشرة، ومؤسسة العمران استياء عارما لذى اعضاء من الجمعية المنظمة، على اعتبار ان تشجيع الاستثمار في قطاع التعليم المدرسي لا يمكن أن يستقيم في غياب هذه المؤسسات التي تعتبر قطب الرحى في تسهيل وتيسير وتشجيع الاستثمار على مستوى توفير الوعاء العقاري وبأثمنة تفضيلية، وتخفيض الضرائب على القطاع، خاصة في المناطق الشبه حضرية والمناطق القروية، و العمل على تحديد قطع ارضية ضمن التجزئات العمرانية تخصص للاستثمار في التعليم المدرسي الخصوصي، و يراعى فيها احترام بنود دفاتر التحملات في علاقتها بخصوصيات اسلاك التعليم ، إلى جانب ذلك ضرورة وضع إطار عام لاتفاقيات الشراكة والتعاون الممكنة بين المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية المشتملة على الملاعب الرياضية والمختبرات العلمية و إعطاء الاولوية للمستثمرين المغاربة في تفويت بعض المؤسسات التعليمية العمومية لإحداث مؤسسات خصوصية، هذا واعتبر أحد المتدخلين إلى أن المسؤولين بالوزارة والأكاديميات التعليمية لا يرون مانعا في تفويت المؤسسات التعليمية إلى الخواص إلا أنهم يصطدمون بمواقف النقابات التعليمية التي ترفض رفضا تاما القبول بهذه العملية، ويتخوفون من ردود فعلها والتضامن الواسع لرجال ونساء التعليم مع نداءاتها واختتم اللقاء بقراءة للتوصيات يتطمن تقريرا لأشغال الجلسة، وبالاتفاق على تكثيف اللقاءات بين المهنيين في القطاع المدرسي الخصوصي وتوحيد الرؤى ، وبين كل الشركاء الحقيقيين والمتدخلين التربويين والفاعلين الاجتماعيين والإقتصاديين من اجل تقليص المسافات والزيادة في مستوى الانسجام والتوافق حول السبل الكفيلة بتأهيل المدرسة المغربية عموما.