أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة اليوم الاثنين بتاحناوت بإقليمالحوز، أن إصلاح نظام التربية والتكوين رهين بالتعبئة الإرادية الشاملة لكل الفعاليات والتحلي بالمسؤولية اللازمة لمواجهة ما يعترض المدرسة من معضلات. وأضافت في كلمة ألقتها خلال انعقاد الدورة الثامنة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أن الرفع من مستوى التعبئة على صعيد المؤسسات التعليمية يتطلب جعل الفضاءات المؤسساتية المحلية للتشاور أكثر نجاعة مع ضرورة تفعيل الدور الريادي للإدارة التربوية حتى تتمكن من إبراز رهانات المدرسة وتحفيز مختلف المتدخلين للمساهمة في مجهود الارتقاء بها وفق منهجية تشاركية.
وأشارت السيدة العابدة الى أن تعزيز الإعتمادات الضرورية للأكاديميات برسم سنة 2010 يدعو الجميع الى اعتماد منهجية كفيلة بإعمال مبدأ التدبير بالنتائج والتقويم المواكب، مؤكدة أنه في ظل الرعاية الملكية السامية والدعم الحكومي لقطاع التعليم، أصبح لزاما على كافة المتدخلين تحسين نظام تدبير وتعبئة الموارد لتحقيق النتائج المتوخاة.
وفي إطار البرنامج الاستعجالي لنظام التربية والتكوين، أوضحت الوزيرة أنه قد تم الرفع من الميزانية المخصصة لمواجهة المعيقات السوسيو- اقتصادية وتوسيع العرض التربوي وتأهيل جزء هام من الفضاءات التعليمية وربطها بالماء والكهرباء ووضع برنامج عمل لتطوير النموذج البيداغوجي والارتقاء بجودة التعليم واعتماد نهج التدبير بالمشروع على صعيد كافة المستويات.
وبعد أن نوهت بالجهود التي تبذلها السلطات المحلية والمنتخبين المحليين للنهوض بقطاع التعليم على مستوى جهة تانسيفت الحوز، أشارت السيدة العابدة أن البرنامج الاستعجالي حث كذلك على تحفيز الموارد البشرية من خلال الاهتمام بأوضاعها الاجتماعية والاهتمام بجمعيات آباء وأولياء التلاميذ.
وركزت أشغال هذه الدورة على استعراض الحصيلة المؤقتة لانجاز ميزانية 2009 وتقديم برنامج العمل لسنة 2010، وحصر الميزانية المرتبطة به لتمكين الأكاديمية من تدبير برامجها السنوية والشروع في توظيف ميزانيتها ابتداء من يناير 2010 تفاديا لأي تعثر أو تأخر.
ومن جانبه، أوضح والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة وعامل إقليمالحوز السيد بوشعيب المتوكل أن المعطيات الجغرافية والسوسيو - اقتصادية التي تميز الجهة تؤثر بشكل كبير على سير العملية التربوية، موضحا في هذا الإطار أنه تم إنجاز عدة مشاريع تربوية همت بنيات الاستقبال وتأهيل المؤسسات التعليمية للرفع من الطاقة الاستيعابية وتحسين جودة التعليم، فضلا عن استهداف 452 ألف تلميذ وتلميذة بالجهة في إطار المبادرة الملكية "مليون محفظة".
وأشار السيد بوشعيب المتوكل إلى أنه بالرغم من الجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين في هذا المجال فإن الامر يستدعي القيام بإصلاحات وإجراءات جريئة من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة بهذه الجهة وتنمية المناطق الجبلية وفقا لخصوصياتها.
ولاحظ الوالي أن هذه الإصلاحات ترتبط أساسا بالنقص في أعداد الأطر التربوية وعزلة بعض المؤسسات وقلة الأعوان وضعف حصة المنح المخصصة للجهة بالمستوى الاساسي وضعف الطاقة الاستيعابية للداخليات وتلاشي وتقادم بعضها والتسرب المدرسي خاصة بالسنتين الأولى ثانوي وإعداي وافتقار بعض المؤسسات التعليمية إلى التجهيزات الأساسية وضعف الاستثمارات بقطاع التعليم الخصوصي بالمجال القروي.
أما مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز السيد محمد خالد الشوللي فاستعرض من جانبه حصيلة الموسم الدراسي 2009 وبرنامج العمل لسنة 2010، معتبرا أن انعقاد هذه الدورة بإقليمالحوز يعبر عن نضج التجربة المغربية في سياق دعم المبادئ الجهوية واللامركزية واللاتمركز.
وبعد أن أوضح أن هذه الدورة تأخذ بعدا عمليا وإجرائيا وتعتمد على برنامج عمل جهوي واضح مؤطر بميزانية مدققة حسب مجالات ومشاريع البرنامج الاستعجالي الجهوي، أشار السيد الشوللي إلى أن الأكاديمية تبعا للبرنامج الاستعجالي تعمل بالخصوص على تطوير التعليم الأولي وتوسيع العرض التربوي للتعليم الإلزامي وتأهيل المؤسسات التعليمية ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة وإدماج تقنيات الإعلام والاتصال وتحسين جودة التعليم.
وأوضح السيد الشوللي أنه وفقا لميزانية الاستغلال فإن مجالات الدعم الاجتماعي والأمن الإنساني ومشروع المؤسسة والتكوين والتأطير التربوي تشكل العناوين البارزة لبرنامج عمل سنة 2010.
وعلى إثر هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص عمال عمالات وأقاليم الجهة ورؤساء المجالس الإقليمية ورئيس المجلس العلمي وأعضاء المجلس الإداري للاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة ورؤساء جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، تم توزيع جوائز على 15 تلميذا وتلميذة المتوفقين في الدراسة بإقليمالحوز، وتكريم عدد من الأطر التعليمية بالجهة.