قالت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العابدة، مساء أول أمس الاثنين، بعمالة تاحناوت بإقليمالحوز، إن وزارة التربية الوطنية تعتمد على صندوق المقاصة لدعم تمويل مبادرة مليون محفظة، وإنشاء المؤسسات التعليمية الجديدة، التي يجري تمويلها خارج ميزانية الوزارة والأكاديمية. وأضافت العابدة، في كلمة ألقتها خلال انعقاد الدورة الثامنة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أن الوزارة تواصل وضع لبنات حكامة جيدة تقوم على اعتماد نهج التدبير بمشروع البرنامج الاستعجالي على صعيد كافة المستويات المركزية والجهوية والإقليمية، وعلى مستوى المؤسسة التعليمية، في إطار مقاربة جديدة، تعتمد النهج التعاقدي، تتجاوز أشكال التدبير البيروقراطي، وتزاوج بين المسؤولية والمحاسبة وفق منطق النتائج المحققة من جهة، والحرية في اتخاذ المبادرة من جهة أخرى. وأوضحت العابدة أن إصلاح نظام التربية والتكوين قضية مجتمعية لن يتأتى كسبها إلا من خلال التعبئة الإرادية الشاملة لكل الفعاليات، والتحلي بالمسؤولية اللازمة لمواجهة ما يعترض المدرسة من معضلات، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس، من خلال الاهتمام الذي يوليه جلالته للقطاع، والعناية التي يحيط بها المدرسة المغربية، مؤكدة على ضرورة تفعيل الدور الريادي للإدارة التربوية، حتى تتمكن من إبراز رهانات المدرسة وتحفيز مختلف المتدخلين للمساهمة في مجهود الارتقاء بها وفق منهجية تشاركية. وأبرزت الوزيرة أن الميزانية المرصودة للنهوض بقطاع التربية والتعليم بجهة مراكش، ارتفعت إلى أكثر من الضعف، إذ بلغت هذا الموسم مليارا و730 مليون درهم، عوض 760 مليون درهم، مشيرة إلى أن جزءا مهما من الميزانية المرصودة، سيخصص لتوسيع العرض التربوي وتأهيل جزء مهم من الفضاءات التعليمية وربطها بالكهرباء والماء، علما أن المشاريع المرتبطة بهذا الجانب ما تزال تعترضها بعض التعثرات، التي تعمل الوزارة جاهدة على تجاوزها بشراكة مع السلطات المحلية والجماعات المحلية. وأشارت العابدة إلى أن تعزيز الاعتمادات الضرورية للأكاديميات برسم سنة 2010، يدعو الجميع إلى اعتماد منهجية كفيلة بإعمال مبدأ التدبير بالنتائج والتقويم المواكب، مؤكدة أنه في ظل الرعاية الملكية السامية والدعم الحكومي لقطاع التعليم، أصبح لزاما على كافة المتدخلين تحسين نظام تدبير وتعبئة الموارد لتحقيق النتائج المتوخاة. ومن جانبه، استعرض بوشعيب المتوكل، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة، وعامل إقليمالحوز، جملة من الإكراهات التي بات يعاني منها قطاع التربية والتعليم بالجهة، موضحا في السياق ذاته بأن المعطيات الجغرافية والسوسيو – اقتصادية، التي تميز الجهة، تؤثر بشكل كبير على سير العملية التربوية. وأشار المتوكل، في كلمته، إلى أن معظم المؤسسات التعليمية بالجهة تفتقر إلى التجهيزات الضرورية من ماء وكهرباء، إضافة إلى ضعف الاستثمارات الخاصة في ميدان التعليم، مشيرا إلى الدعم الذي تقدمه ولاية مراكش للنهوض بقطاع التعليم بالجهة. ودعا والي جهة مراكش بالنيابة، مختلف الفاعلين إلى ضرورة القيام بإصلاحات وإجراءات جريئة من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة بهذه الجهة، وتنمية المناطق الجبلية وفقا لخصوصياتها. واستعرض محمد خالد الشوللي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، حصيلة الموسم الدراسي 2009، وبرنامج العمل لسنة 2010، معتبرا أن انعقاد هذه الدورة بإقليمالحوز يشكل إشارة قوية بمدى الاهتمام والاعتناء القوي بالأقاليم الجبلية والقروية، لما تشكله المؤشرات المقلقة في هذه المناطق من صعوبات وجب تجاوزها بتظافر كل القوى الحية للمجتمع، باعتبار ورش المدرسة ورش الجميع. وأوضح أن الأكاديمية تتوفر على برنامج عمل، وبرامج إقليمية واضحة المعالم، بميزانية وظيفية مدققة حسب مجالات ومشاريع البرنامج الاستعجالي، مضيفا أن الأكاديمية، تبعا للبرنامج الاستعجالي، تعمل بالخصوص على تطوير التعليم الأولي، وتوسيع العرض التربوي للتعليم الإلزامي، وتأهيل المؤسسات التعليمية، ومحاربة ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة، وإدماج تقنيات الإعلام والاتصال، وتحسين جودة التعليم. وركزت أشغال هذه الدورة، التي حضرها عمال عمالات وأقاليم الجهة ورؤساء المجالس الإقليمية، ورئيس المجلس العلمي، وأعضاء المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة، ورؤساء جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، على استعراض الحصيلة المؤقتة لانجاز ميزانية 2009، وتقديم برنامج العمل لسنة 2010، وحصر الميزانية المرتبطة به، لتمكين الأكاديمية من تدبير برامجها السنوية والشروع في توظيف ميزانيتها، ابتداء من يناير 2010، تفاديا لأي تعثر أو تأخر.