أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، السيدة لطيفة العابدة ،يوم الأربعاء، أنه تم رصد93 مليون درهم لصالح355 مؤسسة تعليمية تستدعي تدخلا مستعجلا، في حين تم رصد52 مليون درهم لصالح المؤسسات التي تتطلب تدخلا أقل استعجالا وعددها189 مؤسسة تعليمية، وذلك على إثر الفيضانات التي عرفتها عدة أقاليم بالمملكة في الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر الأخير. وأضافت السيدة العابدة، في معرض ردها على سؤال شفوي بمجلس النواب حول موضوع «التدابير الاستعجالية لصيانة المؤسسات والمنشآت التربوية من آثار الفيضانات الأخيرة»، أن العديد من المؤسسات التعليمية تضررت وتعطلت بها الدراسة لعدة أيام, مما حتم اتخاذ عدة إجراءات على صعيد الوزارة ومصالحها الجهوية والإقليمية. وفي هذا الصدد, أشارت السيدة العابدة إلى تضرر المؤسسات التعليمية بتسع جهات و25 إقليم وعمالة, حيث شملت الأضرار544 مؤسسة منها447 مدرسة ابتدائية و55 ثانوية إعدادية و42 ثانوية تأهيلية. ولمواجهة هذه الأضرار، تضيف السيد العابدة, اتخذت الوزارة عدة تدابير تتمثل في توقيف الدراسة ببعض المناطق كجهة طنجة -تطوان بتعاون مع السلطات المحلية, إذ تم سحب وإخراج التلاميذ والأساتذة من المؤسسات التعليمية التي غمرتها المياه في ظروف اقتضتها شروط السلامة والأمن، كما تم توجيه مذكرة مستعجلة إلى كل الأكاديميات والنيابات المعنية في شأن تدبير ومواجهة الأخطار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية والإضطرابات المناخية. وأبرزت السيدة العابدة أنه تم إحداث لجنة مركزية للتنسيق تعنى بالتتبع اليومي لمخلفات الفيضانات وتقوم بدراسة كل التقارير الواردة من الأكاديميات والنيابات الإقليمية. كما تم إحداث لجن جهوية وإقليمية ومحلية لليقظة والتنسيق، وإعادة فتح المؤسسات التعليمية التي توقفت بها الدراسة يوم23 أكتوبر, حيث شرعت المؤسسات التربوية المتضررة في العودة إلى حالتها الطبيعية بدءا من يوم24 أكتوبر2008 , بتضافر جهود كل مديري المؤسسات التعليمية والأساتذة وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ والسلطات المحلية والتلاميذ وجمعيات المجتمع المدني. وشددت السيدة العابدة على أن الخلية المركزية عملت، من خلال المعطيات والمعلومات الواردة عليها من الأكاديميات والنيابات على تحديد وترتيب المؤسسات التعليمية التي تعرضت للضرر. كما تم في هذا الإطار, تضيف السيدة العابدة, اتخاذ إجراءات عملية بتنسيق مع لجنة وزارية مختلطة مكونة من ممثلين عن وزارات التربية الوطنية والداخلية والمالية، حيث تم الاتفاق على تمويل مشروع تأهيل المؤسسات التعليمية الأكثر تضررا, خارج ميزانية الوزارة والأكاديمية, لعدم التوفر على الاعتمادات الكافية لهذا الغرض، كما تم الاتفاق على تأهيل المؤسسات التعليمية الأقل تضررا ضمن ميزانية الوزارة برسم سنة 2009 في إطار تفعيل المشروع الثالث من البرنامج الاستعجالي. ونظرا للطبيعة الاستعجالية لهذا الموضوع, أكدت السيد العابدة أنه تم الشروع في إعداد صفقات الدراسات المختلفة والأشغال الخاصة بإصلاح وترميم المؤسسات التعليمية الأكثر تضررا، حيث تم تنظيم يوم دراسي لمهندسي وتقنيي الأكاديميات والنيابات المتضررة يوم11 نونبر الجاري بالمصالح المركزية للوزارة, وذلك للشروع في إصلاح وترميم المؤسسات المتضررة مع مطلع شهر دجنبر المقبل عبر مساطر استثنائية. وفيما يخص الإجراءات الوقائية, أشارت السيد العابدة إلى أن البرنامج الاستعجالي للوزارة2009 -2012 تضمن عدة تدابير وإجراءات وقائية، مؤكدة على إعمال معايير الجودة والسلامة والأمن الإنساني من خلال تأهيل المؤسسات التعليمية.