أكدت السيدة لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أن إصلاح نظام التربية والتكوين ليس بإصلاح قطاعي محض، وإنما هو قضية مجتمعية، لن يتأتى كسبها إلا من خلال التعبئة الإرادية الشاملة لكل الفعاليات التي يزخر بها المجتمع المغربي، وعبر التحلي بالمسؤولية اللازمة لمواجهة ما يعترض المدرسة من معضلات. وأوضحت خلال ترأسها لأشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري لأكاديمية جهة الشاوية ورديغة بمقر عمالة إقليمخريبكة أنه لضمان نجاعة واستمرارية هذه التعبئة فقد أقدمت الوزارة على تنويع قنواتها ومأسسة آلياتها من خلال التشكيل للجنة وزارية لتنسيق تدخلات القطاعات الحكومية حول المدرسة وإبرام اتفاقيات شراكة بمناسبة تقديم البرنامج الاستعجالي فضلا عن التدابير المتخذة لمأسسة علاقة التعاون والتنسيق مع الجماعات المحلية و جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ باعتبارهما شريكين أساسيين.
وشددت على ضرورة جعل المؤسسات التعليمية فضاءات مؤسساتية محلية للتشاور والتعبئة بين مجالس التدبير وجمعيات الأمهات والآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ والإدارة التربوية في ظل شراكة من شأنها إبراز رهانات المدرسة وتحفيز مختلف المتدخلين للمساهمة في مجهود الارتقاء بها.
وخلصت السيدة العابدة إلى أن هناك صعوبات تتطلب مضاعفة الجهود وتسخير كافة الوسائل الممكنة لتجاوزها من خلال الرفع من القدرات التدبيرية والريادية لأطرها ومسؤوليها لتفعيل أهداف البرنامج الاستعجالي مشيرة إلى أن طريق الإصلاح طويل وشاق غير ان قوة إرادة وإصرار الفاعلين في الميدان، عوامل ستمكن لا محالة من كسب هذا الرهان الحيوي.
ومن جهته، أشار السيد محمد صبري والي جهة الشاوية ورديغة بالنيابة وعامل عمالة إقليمخريبكة أن المنظومة التربوية تنخرط في حركة إصلاحية طموحة وذلك في ظل مرحلة مهمة تتسم بتعبئة الجميع من أجل مدرسة النجاح.
وذكر في هذا الصدد بالمساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم هذه الحركة الإصلاحية من خلال المشاركة في العديد من الانجازات منها بالأساس بناء دور الطالب والطالبة وإحداث مدارس بالأحياء المهمشة وتزويد عدد من التلاميذ باللوازم المدارسية والنقل المدرسي فضلا عن العناية بالبنيات التحتية للمؤسسات التعليمية.
وتخللت أشغال المجلس الإداري عرضا تقدم به السيد محمد زكي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشاوية ورديغة رصد من خلاله حصيلة ما تحقق على المستويين التربوي والمالي من قرارات أفرزتها الدورة السابقة برسم سنة 2009 وذلك وفق أقطاب البرنامج الاستعجالي المتمثلة في تعميم التمدرس والبيداغوجية والحكامة ثم الموارد البشرية.
كما استعرض محتويات برنامج العمل المعتمد برسم سنة 2010 في إطار البرنامج الاستعجالي الجهوي مع تقديمه للخطوط العريضة لميزانية 2010 على مستوى الاستثمار والاستغلال وذلك بناء على ما راكمته السنة الفارطة من انجازات وما تمخض على لجان المجلس الإداري من توصيات في دورته السابعة.
وعقب سلسلة من المداخلات تمت المصادقة خلال هذا اللقاء، الذي حضره كل من عامل إقليم بنسليمان ورئيس جهة الشاوية ورديغة ورؤساء المجالس الإقليمية إلى جانب باقي أعضاء المجلس، على برنامج العمل و الميزانية المؤقتة المعتمدة برسم سنة 2010.