دعت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي لطيفة العبيدة كافة فعاليات المجتمع إلى الالتفاف حول المدرسة المغربية لجعلها قاطرة للتنمية، والمساهمة في إنجاح مسيرة الاصلاح في قطاع التربية والتكوين. "" وقالت العابدة في ندوة صحفية عقدتها يوم الجمعة الماضي بمقر الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة بالجديدة، إن خارطة الطريق التي حدد بوصلتها المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم، تروم التصدي لمختلف الاكراهات والصعوبات التي تحبط المسؤولين التربويين وتحد من مبادراتهم، وذلك من خلال نظرة استشرافية تنبني على تفويت مزيد من الاختصاصات والصلاحيات للمسؤولين الميدانيين عن تنزيل مقتضيات المخطط وفسح المجال أمامهم للمبادرة وابتكار حلول للصعوبات التي يجابهونها. وذكرت في هذا الاطار بالاهتمام الذي يوليه المغرب للشأن التعليمي، والذي تعكسه بجلاء الزيادات المالية الهامة، التي عرفتها ميزانية الوزارة حيث ارتفعت ميزانية الاستثمار ب"زائد 123 بالمائة" وميزانية التسيير ب "زائد 114 بالمائة". واعتبرت العابدة هذا الامر تعبير عن الارادة القوية للدولة لمواجهة المعضلات التي تواجهها المدرسة المغربية، لاسيما في ظل الرعاية التي يحيط بها الملك محمد السادس قطاع التربية والتكوين. وأكدت أن هذه الرعاية الملكية السامية، هي بمثابة رسالة موجهة لكل فعاليات المجتمع المغربي للانخراط في هذا الورش المصيري، الذي يتوقف عليه صنع حاضر ومستقبل البلد. من جهة أخرى اعتبرت العابدة أن "المدارس المندمجة " تمثل نموذجا تربويا ناجعا وحلا ملائما للحد من تشتت العرض التربوي في العالم القروي وتقريبه من المتمدرسين، مشيرة إلى أن هذه الوحدات المدرسية التي تتوفر فيها الفضاءات الدراسية والداخليات ووسائل النقل ومساكن المدرسين، "توفر ظروفا ملائمة للفعل التربوي الجيد". وكانت العابدة قد أشرفت يوم الجمعة الماضي في إطار زيارتها لمدينة الجديدة، على تدشين المدرسة المندمجة "اولاد حمدان التي تعد الاولى من نوعها على المستوى الوطني. وتتوفر هذه المدرسة المندمجة على 12 حجرة دراسية، ومرقد للتلاميذ والتلميذات تبلغ طاقته 128 سريرا، وقاعة متعددة الوسائط، وأخرى للأنشطة الموازية، ومحترفات للموسيقى والخياطة والفن التشكيلي والمسرح والسينما، بالإضافة إلى ملاعب رياضية، وومرافق ادراية وصحية اخرى. وبخصوص الفضاءات المدرسية، دعت العابدة الى تبني مقاربة تربوية للمحافظة على هذه الفضاءات باعتبارها ملكا مشتركا، والعمل على ترسيخ السلوك المدني بها. أما بخصوص برنامج "تيسير" الرامي الى دعم الاسر المعوزة، فأكدت أنه حقق نتائج إيجابية في السنة الأولى لتطبيقه، تمثلت في التقليص الكبير في نسب الهدر المدرسي بالمناطق التي شملها البرنامج حيث عرف عدد التلاميذ ارتفاعا ب5ر10 بالمائة نظرا لارتفاع عدد المسجلين الجدد، كما أن نسبة الانقطاع عن الدراسة تقلصت ب71 بالمائة. وأشارت إلى أنه في ضوء هذه النتائج الجيدة، انتقل عدد المستفيدين من البرنامج من 79 ألف و500 إلى 280 ألف حاليا. وفي ما يتعلق بالاجراءت الوقائية المتخدة في طار مكافحة مرض انفلونزا "إتش1إن1" قالت المسؤولة التربوية، إن عمل الوزارة انصب بشكل مستعجل على ربط 1000 مؤسسة تربوية جديدة بالماء الشروب، مضيفة انه سيتم ربط باقي المؤسسات في اقرب الآجال وكذا توفير صهاريج للمياه كحل بديل بالنسبة لبعض المؤسسات البعيدة عن مصادر المياه. يشار إلى أن زيارة العابدة لمدينة الجديدة، والتي تواصلت صباح أول أمس السبت بعقد لقاءات مع الأطر المكلفة بتنزيل البرنامج الاستعجالي ولجنة القيادة والتتبع لمشروع المؤسسة واللجن الاقليمية والجهوية لجيل مدرسة النجاح ولجنة التتبع الفردي للثلاميذ، عرفت أنشطة مكثفة توزعت بين عقد لقاء تواصلي مع مديري ومديرات المؤسسات التعليمية حول جمعيات دعم مدرسة النجاح، وآخر مع ممثلي مختلف المنابر الاعلامية الوطنية والمحلية، فضلا عن تدشين المدرسة المندمجة أولاد حمدان وزيارة عدد من المؤسسات التعليمية والداخليات بالعالم القروي.