ترأست لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي بمقر عمالة آسفي الدورة الثامنة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة، التي خصصت لاستعراض الحصيلة المؤقتة لإنجاز ميزانية 2009 وتقديم برنامج العمل لسنة 2010 وحصر الميزانية المرتبطة به. واعتبرت كاتبة الدولة في كلمتها الافتتاحية أن الدخول المدرسي الحالي شكل الانطلاقة الفعلية لتنفيذ البرنامج الاستعجالي الهادف إلى توفير مقومات تأهيل المنظومة التربوية ومعالجة إشكالاتها البنيوية، واستعرضت في كلمتها التوجيهية مجموعة من المنجزات التي تسعى في مجملها إلى توفير شروط استقرار المنظومة والسير بها بخطى واثقة نحو الأهداف التي وردت في مشاريع البرنامج الاستعجالي. وأشادت العابدة بالمجهود غير المسبوق لمواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية لشريحة واسعة من الأسر، والذي تضاعفت ميزانيته هذه السنة حيث بلغت مليار و730 مليونا درهم عوض 760 مليون درهم خلال الموسم المنصرم، وإلى توسيع العرض التربوي وتأهيل جزء هام من الفضاءات التعليمية وربطها بالماء والكهرباء، إضافة إلى وضع برنامج عمل لتطوير النموذج البيداغوجي والارتقاء بجودة التعلمات. وشددت العابدة على أن حجة نقص الإمكانيات أصبحت غير ذات موضوع في ظل الرعاية الملكية والدعم الحكومي، ودعت الجميع إلى تحسين نظام تدبير هذه الموارد حتى نتمكن من تحقيق النتائج التي التزمنا بها أمام صاحب الجلالة وأمام البرلمان وأمام جميع الشركاء، مشيرة إلى أن المدرسة المغربية تعرف اليوم التفافا وتعبئة غير مسبوقة تتجسد في الاهتمام الذي أبداه المجتمع المغربي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك والدعم التي حظيت به من قبل مختلف مكونات هذا المجتمع. ومن جهته، استعرض محمد معزوز مدير الأكاديمية الجهوية لجهة دكالة عبدة أمام أعضاء المجلس الإداري مسار تنفيذ الميزانية إلى غاية 30 نونبر 2009، مشيرا إلى مكونات البرنامج الاستعجالي الجهوي المبني على إرساء حكامة تذكي روح المسؤولية وتضمن قيادة فعالة للمنظومة وتحسين آدائها، واعتماد عدة بيداغوجية ترتكز على مصوغات تخص المعارف والكفايات الأساسية في إطار بيداغوجية الإدماج، وذلك باعتماد الذكاءات الجهوية، بالإضافة إلى تدبير جيد للموارد البشرية يعتمد على استراتيجية جديدة في التكوين المستمر لتأهيل مدرسين قادرين على إعمال كفايات بيداغوجية ملائمة، مع اعتماد مبدأ التشارك والتعاقد بين مختلف مكونات المنظومة التعليمية، استنادا إلى قاعدة التدبير بالنتائج. وأخيرا توسيع العرض التربوي بالتحقيق الفعلي لإلزامية التعليم حتى حدود 15 سنة وتوفير مؤسسات ذات جودة مناسبة تضمن شروط التحصيل والإنجاز الملائمين، وأشار المعزوز إلى مكونات الميزانية الجهوية وتوزيعها حسب أولويات البرنامج الاستعجالي. من جانب آخر، أكد وزير التربية الوطنية، أحمد اخشيشن، أثناء تنظيم المجلس الإداري لأكاديمية القنيطرة أن عقد الدورة الثامنة من المجلس الإداري في حينها هو فرصة ثمينة لتركيز الاهتمام، ليس فقط على القضايا المرتبطة أساسا بالنقط المدرجة في جدول الأعمال، وإنما كذلك لتعميق النقاش حول المواضيع التي لم تنل حظها من الدرس والتحليل خلال الدورات السابقة، وكذلك للاستفادة من التركيبة المتنوعة للمجالس، والتي تضم كافة الفعاليات والهيئات المعنية بقضايا التربية والتكوين. ونوه اخشيشخن بما تحقق في مجال استقرار المنظومة التعليمية وتوفير شروط الرقي بها نحو الأهداف المرصودة، داعيا إلى ضرورة تكاثف الجهود لإنجاح الإصلاح. في حين أكدت تقارير اللجن الست للمجلس الإداري على تثمين التجربة منذ يوليوز الماضي إلى اليوم، كما قدمت توصيات عديدة همت جوانب مختلفة لمنظومة التربية والتكوين. وقد أجمعت كل التقارير على ضرورة إحداث مركز جهوي للتكوين المستمر في المقر السابق للمركز التربوي الجهوي بالفوارات.