ترأست لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، الاثنين الماضي، بمقر ولاية جهة دكالة-عبدة، أشغال المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة، في دورته الثامنةوجاءت هذه الدورة بعد أقل من 6 أشهر من انعقاد الدورة السابعة، خلال شهر يوليوز من السنة الجارية، لاعتبارين متلازمين، يعتبر كل منهما، حسب الوزيرة العابدة، مقدمة للآخر، ونتيجة له. ويكمن الاعتبار الأول في التعاهد الذي قطعه أعضاء المجلس الإداري وفعالياته، لعقد دورة للمجلس الإداري، قبل متم السنة الجارية، بغية مناقشة ميزانية 2010. والاعتبار الثاني، يكمن في الحرص على تفعيل القانون 07.00، المحدثة بموجبه الأكاديميات الجهوية الستة عشر، في ربوع المملكة، الذي ينص في مادته الخامسة، على اجتماع مجلس الأكاديمية، مرتين في السنة، بدعوة من الرئيس، كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ورأت كاتبة الدولة أن انعقاد المجلس الإداري، يسعى إلى وضع برنامج عمل طموح، يواكب انشغالات الأكاديمية، مبلورا على أرض الواقع، لاستراتيجية اللامركزية واللاتمركز، التي اعتمدتها الوزارة الوصية على القطاع، في تدبير الشأن التعليمي والتربوي، الذي يشكل إصلاحه القويم المسار الحاسم لرفع التحدي التنموي، كما جاء في الخطاب الملكي السامي، بمناسبة عيد العرش المجيد، ليوم 30 يوليوز 2009. وخصصت أشغال المجلس الإداري، المنعقد بآسفي، قبل حلول سنة 2010، لاستعراض الحصيلة المؤقتة لإنجاز ميزانية 2009، وتقديم برنامج العمل لسنة 2010، وكذا، حصر الميزانية المرتبطة به، لتمكين الأكاديمية من تدبير برامجها السنوية، والشروع في توظيف ميزانيتها، ابتداء من يناير 2010، تفاديا لأي تعثر أو تأخر، على اعتبار أن الميزانية تشكل الأداة الأساسية والضرورية لبلورة المشاريع في الميدان، وتسريع وثيرة الإنجاز، وتجسيد التحول المتوخى، من أجل ضخ نفس جديد في كل مكونات المنظومة التربوية. ومن جهته، شدد محمد المعزوز، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة، في معرض مداخلته، على الدور المركزي للمخطط الاستعجالي، في الرقي بجودة منظومة التربية والتكوين، بإقليميالجديدة وآسفي. مخطط يروم إعطاء الإصلاح، "نفسا جديدا ومتجددا"، معتمدا في مرجعيته، على توجيهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين. ما يستدعي، بغية تحقيق فعالية قصوى، الاعتماد على المكونات الأساسية، وعلى اعتبار البرنامج الاستعجالي يرتكز أساسا على مبدأ جوهري موجه، هو بمثابة أساس ينم عن مقاربة مجددة وعملية في الآن ذاته، ويتجلى في جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين، وجعل الدعامات الأخرى في خدمته، وذلك من خلال توفير: تعلمات ترتكز على المعارف والكفايات الأساسية، التي تتيح للتلميذ فرص التفتح الذاتي، ومدرسين على إلمام واسع بالطرائق والأدوات البيداغوجية اللازمة، لممارسة مهامهم، ويعملون في ظروف مواتية، ومؤسسات ذات خصوصيات جيدة، توفر للتلميذ ظروف عمل مناسبة، لتحقيق التعلم. وذكر المدير بالأهداف التي تسعى الأكاديمية ومصلحتاها الخارجيتان، نيابتا قطاع التعليم المدرسي بالجديدة وآسفي، والتي قال إنها تشكل مجالات التدخل ذات الأولوية، وهي : (أولا) التحقيق الفعلي لإلزامية التمدرس، إلى غاية بلوغ 15 سنة من العمر، وربط ذلك بتعميم التعليم الأولي. حيث ستفعل الأكاديمية، من أجل هذه الغاية، كل الدعامات، الكمية منها والنوعية. (ثانيا) حفز روح المبادرة والتفوق في المؤسسة الثانوية، وفي الجامعة. (ثالثا) مواجهة الإشكالات الأفقية للمنظومة التربوية، وإرساء حكامة جيدة تذكي روح المسؤولية، وتضمن قيادة فعالة، وتستشرف حسن الأداء، وتحسين أدائها باستمرار. (رابعا) توفير الوسائل الكفيلة بإنجاحه، من خلال اعتماد سياسة مضبوطة، تروم توفير الموارد المالية، والعمل على ترشيدها بشكل مستدام، لأن حجم التكاليف لا يوازيه إلا حجم التحديات اللازم مواجهتها. واستعرض مدير الأكاديمية مشاريع جهة دكالة-عبدة، حسب الأقطاب الأربعة، وهي قطب تعميم التمدرس (7 مشاريع)، والقطب البيداغوجي (8 مشاريع)، وقطب الموارد البشرية (مشروع واحد)، وقطب الحكامة (مشروع واحد). كما استحضر معطيات حول التربية والتكوين بالجهة، من جملتها نسب التمدرس خلال الموسم الدراسي 2008- 2009، وتمثيلية الأسلاك التعليمية بالجهة، حسب كل إقليم من الإقليمين، وتوزيع تلاميذ التعليم العمومي، حسب الجنس، والسلك التعليمي، والوسط برسم الموسم التربوي السابق، ومعطيات رقمية حول البنايات والبنيات التحتية التربوية، والموارد البشرية العاملة في الحقل التعليمي بالجهة. وتكللت أشغال المجلس الإداري، بالمصادقة بإجماع أعضائه، على مشروع ميزانية الأكاديمية برسم سنة 2010.