أكدت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي أن التتبع اليومي لمراحل إعداد الدخول المدرسي، والاجتماعات والزيارات التي تمت في عدد من الأكاديميات والنيابات والمؤسسات التعليمية كشفت عن تحول نوعي في مواقف مختلف الفاعلين في حقل التربية والتكوين، كما أبانت عن استعدادهم للانخراط في إنجاح البرامج الاستعجالية الجهوية. وأشارت السيدة العابدة، في كلمة ألقتها مساء اليوم الاثنين خلال ترؤسها لأشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس-ماسة-درعة الذي احتضنته مدينة ورزازات، إلى أن هذه الإرادة القوية وهذا الالتفاف حول المدرسة لإنجاح الإصلاح، "لا ينبغي أن يخفي عنا أن هناك صعوبات تتطلب مضاعفة الجهود ومواصلة المثابرة بكل الوسائل الممكنة لمواجهة هذه الصعوبات وتجاوزها". ولأجل بلوغ هذه الغاية، دعت السيدة العابدة إلى الرفع من القدرات التدبيرية لأطر الوزارة ومسؤوليها في علاقة بما يتطلبه تطبيق البرنامج الاستعجالي من قدرة على التحكم في منهجية ووتيرة إنجازه، ومن قدرة على حمل الإصلاح وتعبئة كل الأطراف من أجل تملكه والانخراط الفردي والجماعي في أوراشه، وجعله واقعا معاشا وممارسة يومية معتادة في الفصول الدراسية. وأكدت كاتبة الدولة أن ما لمسته من قوة إرادة وإصرار لدى الفاعلين في ميدان التعليم قصد إنجاح الإصلاح، فضلا عما توفر، وما سيتم توفيره من دعم، سيمكن لا محالة من كسب هذا الرهان الحيوي. ومن جانبه، أبرز السيد مبارك حنون مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس-ماسة-درعة، في العرض الذي ألقاه أمام أعضاء المجلس الإداري، ما ميز الدخول المدرسي للموسم 2009-2010 من أولويات ترتكز أساسا على تقوية وتفعيل آليات القيادة والتدبير لصالح المدرسة، والشروع الفعلي في تحقيق الإلزامية، وتحسين مؤشرات الجودة لإرساء مقومات النجاح، إضافة إلى تعزيز الاستقلالية التدبيرية للمؤسسة عن طريق "مشروع المؤسسة" و"جمعيات دعم مدرسة النجاح"، وذلك باعتماد ثقافة وأسلوب عمل جديدين. واستعرض مدير الأكاديمية الجهوية الحصيلة المؤقتة لسنة 2009 والتي تميزت بالشروع في تنزيل وتنفيذ مشاريع متوافقة مع حاجات وإكراهات الواقع التربوي، واعتماد منهجية متضمنة لآليات التطوير وإمكانيات التعديل وتقدم ملموس في تحقيق الرهانات الكبرى، كما قدم في الوقت ذاته برنامج عمل سنة 2010 الذي اعتبره حلقة ثانية من مخطط العمل المتوسط المدى، إلى جانب كونه برنامج عمل طموح ومستجيب للأولويات، وقابل للتحيين. وقد صادق المشاركون في أشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري للأكاديمية على مشروع ميزانية ومخطط عمل سنة 2010، كما تم التوقيع على هامش أشغال هذه الدورة على ثلاث اتفاقيات للشراكة بين كل من الأكاديمية الجهوية ونيابة وزارة التعليم بورزازات من جهة، والمجلسين البلدي والإقليمي لورزازات وجمعية الشروق للصم وضعاف السمع بورزازات من جهة ثانية، وذلك قصد الرفع من جودة الخدمات التعليمية، وتجسيد البعد التشاركي في دعم المدرسة.