أثار دعم العائلة الملكية الهولندية لفئة الشواذ والسحاقيات جدلا سياسيا في أوساط الجاليات المسلمة بهولندا، بعد أن حضرت مؤخرا الأميرة ماكسيما حفل توقيع أربع شراكات بين أهم المدن الهولندية لتسهيل التقبل والإدماج الاجتماعي لفئة الشواذ والسحاقيات. ففي تصريح لمراسلة وكالة الأنباء الفرنسية بلاهاي، أفاد وزير الثقافة الهولندي المشرف على توقيع هذه الاتفاقية، بأنه «لأول مرة يظهر فيها فرد من العائلة الملكية دعمه لعتق وتحرير الشواذ» ، فيما نصت الاتفاقية التي وقعها وزير الثقافة مع عمداء مدن أمستردام وروتردام ولاهاي وأوتريغت، على تقوية مكافحة الاعتداءات الجسدية واللفظية والعنصرية الموجهة ضد فئة الشواذ والسحاقيات. وبالرغم من كون الأميرة ماكسيما، التي ستصبح ملكة على التاج الهولندي، لم تتدخل شفويا خلال مراسيم التوقيع على الاتفاقية وأنها اكتفت بالحضور الصامت، إلا أنها خصصت بعد ذلك لقاء خاصا مع ممثلي فئة الشواذ والسحاقيات على هامش هذه التظاهرة الرسمية. وقد اعتبرت كبرى منظمات الدفاع عن الشواذ بهولندا حضور الأميرة ماكسيما «حدثا تاريخيا» بالرغم من كون الملكة بياتريس معروف عنها عطفها على فئة الشواذ، انطلاقا من كون هولندا كانت من أوائل الدول التي شرعت قانونيا زواج الشواذ منذ سنة 2001. واستنادا إلى أرقام رسمية نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الجالية المسلمة بهولندا متهمة بارتكاب نصف الاعتداءات العنيفة المسجلة في حق الشواذ، بالرغم من كون هذه الجالية لا تشكل سوى 5 في المائة من مجموع الساكنة، كما أن مكتب الاحصائيات الهولندي سجل أن ثلث الهولنديين من أصل مغربي و26 في المائة من أصل تركي لهم رأي سلبي تجاه الشذوذ الجنسي. ومعلوم أن هولندا سبقت العديد من دول العالم في السماح بالترخيص لزواج الشواذ والسحاقيات، فقبل 2001، سنة الدخول الرسمي لحيز تطبيق زواج الشواذ، كان البرلمان الهولندي قد أسس لجنة تفكير بداية من سنة 1995، وهو ما سمح بأن يكون لزواج الشواذ نفس الحقوق والواجبات كما في الزواج العادي باستثناءات خاصة تهم تبني الأطفال. يشار أيضا إلى الأميرة ماكسيما هي زوجة الأمير ويليام ألكساندر بن الملكة بياتريس، وهي أرجنتينية الأصل من مواليد سنة 1971، وهي ابنة وزير الفلاحة الأرجنتيني السابق على عهد الدكتاتور جورجي رافائيل فيديلا الذي حكم الأرجنتين بقبضة من حديد بين سنتي 1976 و1981.