«علينا أن نذهب إلى الأمام وأن نواجه بالقول بأن الشواذ أناس عاديون مثلنا ومن اللازم أن يكونوا محترمين». هكذا بدأ أحمد مركوش، العمدة من أصل مغربي لسلوتيرفارت بضاحية العاصمة الهولندية أمستردام، حديثه إلى وكالة الأنباء الفرنسية بخصوص خطة عمودية مدينة سلوتيرفارت الخاصة بدعم الشواذ والدفاع عن حقوقهم وسط المجتمع الهولندي. واستنادا إلى قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية نقلتها بتصرف «إر تي إل» البلجيكية للأنباء، فإن العمدة البالغ من العمر 41 سنة والذي يمثل الحزب العمالي الهولندي هيأ برنامج عمل للفترة الممتدة من 2009 إلى 2011 يروم إلى تدخل جمعيات الشواذ للتحسيس بقضاياهم في الأوساط التعليمية وافتتاح فضاء عمومي خاص بهم مع حملة تحسيس في أوساط أمهات الجاليات الأجنبية, وهو البرنامج الذي صادق عليه مؤخرا مجلس مدينة سلوتيرفارت. وأضاف مركوش، الذي كان في السابق الناطق الرسمي باسم مساجد أمستردام، أن رفض الشواذ واعتبارهم مثل الحيوانات في المجتمع الهولندي ينطبق على المسيحيين الأورثودوكس كما المسلمين والمهاجرين، وأنه نبه الشرطة الهولندية لتكون على درجة كبيرة من اليقظة فيما يخص الاعتداءات ذات الطبيعة العنصرية اتجاه الشواذ, كما أقام عدة لقاءات تحسيسية بهذه القضايا في مساجد مدينة سلوتيرفارت التي يترأس مجلسها البلدي. إلى ذلك صرح مركوش لوكالة الأنباء الفرنسية بالقول: «أنا أقول دائما إن الحرية في أن يكون المرء مسلما أو أورثودوكسيا هي نفسها الحرية في أن يكون شاذا، وهذه الحرية منصوص عليها في الدستور الهولندي، البلد الأول في العالم الذي شرع زواج الشواذ سنة 2002». هذا وقد خلفت خطة العمدة الهولندي الخاصة بدعم الشواذ والدفاع عن قضاياهم جدلا في أوساط الجاليات المسلمة في جماعته المحاذية للعاصمة أمستردام، وفي ذات السياق احتج عدد كبير من ساكنة مدينة سلوتيرفارت على العمدة، فيما اتهم محمد الدردور، إمام مسجد الأمة، العمدة مركوش ب«بناء مسيرته السياسية على ظهر المسلمين», فيما رفضت الكنيسة الكاثوليكية بهولندا التعاون مع هذا العمدة في خطته الداعمة للشواذ واعتبرت الشذوذ «يعاكس قوانين الطبيعة».