تتجه تجارة مخدر الكوكايين إلى فتح أسواق جديدة وسط تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية بعد الانتشار في العلب الليلية وبعض المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى، فقد كشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ل«المساء» أن تجار المخدرات والوسطاء الذين يشتغلون لحسابهم يعملون على تصيد التلاميذ ذكورا وإناثا لجرهم إلى الإدمان على «السم الأبيض» من أمام أبواب المدارس، وأنهم يقدمون لهم عينات من الكوكايين مجانا في البداية لاستدراج المراهقين إلى الإدمان. وذكر ذات المصدر أن تقارير أمنية عدة وصلت إلى المسؤولين عن انتشار تعاطي المخدرات وسط التلاميذ، خاصة أبناء الفئات المتوسطة القادرة على الدفع، والذين حين يصلون إلى مرحلة الإدمان يتحولون، من طلب المال من أسرتهم، إلى تعاطي السرقة بالنسبة إلى الذكور والدعارة بالنسبة إلى الفتيات، من أجل الوصول إلى ثمن الكوكايين الذي يتراوح ما بين 1000 و2000 درهم للغرام حسب الجودة وعدد الوسطاء. من جهة أخرى، قالت عائلة إحدى الضحايا ل«المساء» إنها اكتشفت تعاطي ابنتها «إيمان»، ذات ال14 ربيعا، للمخدرات الصلبة بعد 8 أشهر على سقوطها في فخ الإدمان، وإن صديق إيمان في المدرسة، والذي عرفها على عالم المخدرات، أصبح «وسيطا» في دعارة ابنتهم من أجل الحصول على المال. وقالت أم إيمان: «إن ابنتي ضاعت مني، فثمن العلاج من الكوكايين باهظ، ولا تتوفر مراكز خاصة بالعلاج في المغرب». وأشار مصدر من مديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر إلى أن ظاهرة التدخين واستهلاك المخدرات في المؤسسات التعليمية بالمغرب في تنام متزايد. وقال المصدر ذاته ل»المساء» إن المؤسسات التعليمية في المغرب ومحيطها المباشر يشهدان عدة مظاهر سلبية مثل العنف وتخريب الممتلكات العمومية والتدخين والمخدرات». وللحد من ظاهرة العنف والتدخين واستهلاك المخدرات في محيط المؤسسات التعليمية دعت مديرية الحياة المدرسية بالوزارة إلى تنظيم استشارات موسعة مع مصالح وزارتي الداخلية والعدل، وكتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين والإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي والمرصد الوطني لحقوق الطفل، والمنظمات والجمعيات الحقوقية. وعزا المصدر ذاته قصور الأجهزة الأمنية في تطويق اتساع رقعة ترويج المخدرات القوية إلى ضعف الإمكانيات اللوجستيكية وغياب «الحصيص» ووسائل النقل وآليات تعقب مروجي السموم البيضاء. مشيرا إلى نزوح مروجيها من ملاهي منطقة عين الذئاب، كسوق تقليدية يقصدها الراغبون في الحصول على المخدرات، إلى الأحياء الشعبية وأبواب بعض المؤسسات التعليمية واستهداف شرائح اجتماعية متوسطة. وبحسب المصدر ذاته، فإن استهلاك الكوكايين والهروين شهد طفرة نوعية في عاصمة المغرب الاقتصادية بعد غزو المروجين لأسواق جديدة تشمل شباب الأحياء السكنية وتلاميذ المدارس، وهكذا لم يعد الكوكايين حكرا على أبناء الأغنياء فقط، بل إن الأسعار التفضيلية الجديدة شجعت شباب الأحياء الشعبية على تجريب استهلاكه. كلمة سر: < يتراوح سعر الغرام الواحد من الكوكايين ما بين 400 و500 درهم في الأيام العادية ويصل في عطلة نهاية الأسبوع إلى 900 درهم. < المروجون يستعينون بوسيطات في إقامة «الفردوس» يجلبن زبائن لممارسة الدعارة وشم المخدر السحري. < يخفي المروجون أسماءهم الحقيقية ويستعملون ألقابا وهواتف محمولة يغيرون أرقامها باستمرار في التواصل مع زبنائهم. < الحصول على كبسولة يقتضي الإدلاء ب«كلمة سر» والتنقل إلى مكان مكشوف وآمن يحدده المروج للزبون. < الحصول على الكوكايين يقتضي الإدلاء ب«كود» من قبل «أريد بطاقة تعبئة» و«هل ترتدي قاميجة بيضاء» و«هل عندك سي دي» (قرص مدمج) أو «كيدايرة زوبيدة». التفاصيل في صفحة تقارير.