فوجئ الحاضرون لإحياء الذكرى الأولى لوفاة الراحل إدريس بنزكري، التي حلت أول أمس الاثنين، بالتحول الذي عرفته قرية آيت واحي، مسقط رأس بنزكري في ظرف سنة واحدة. فبعد الوعود التي تلقاها سكان قرية آيت واحي، التي تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 65 كيلومترا، مباشرة بعد وفاة بنزكري، تحولت القرية المنسية منذ خمسين سنة إلى ورش مفتوح على كافة الأصعدة الاجتماعية والصحية والثقافية والخدماتية. وكان الملك محمد السادس وعد بالاهتمام بقرية آيت واحي، تحقيقا لرغبة دفينة للراحل بنزكري، الذي ظل يأمل عيشة أفضل لبني قريته. وقد رصد مبلغ سبعة ملايير لتزويد القرية بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وكذا بناء مستوصف ودار الطالب ودار الشباب ومسجد ومنشآت أخرى... وصارت القرية، تبعا لذلك، عبارة عن ورش كبير انتظر سكان المنطقة البسطاء أن يعيشوا فصوله منذ أزيد من خمسين سنة. خمسون سنة من العزلة والإهمال والتهميش بدأت تتلاشى منذ لحظة معينة من 20 ماي من السنة الماضية... لحظة تسللت فيها الروح من جسد أبرز أبناء آيت واحي... غير أن نهاية حياته كانت بداية حياة أخرى جديدة لأبناء منطقته المنسية. الطريق المؤدية إلى القرية تم تعبيدها، أكثر من ذلك، فقد صار لمنطقة آيت واحي، التي دفن بها جثمان الرئيس بنزكري، منفذان للدخول، أحدهما يقود مباشرة إلى دائرة المعازيز، والثاني مباشرة إلى تيفلت ثم الرباط. يقول حسن العبادي، ابن عمة الراحل بنزكري: «إدريس خدم الناس في حياته وفي مماته أيضا، فمباشرة بعد تشييع جنازته بمقبرة المنطقة فتحت عدة أوراش لم تشهدها منطقة آيت واحي منذ خمسين سنة». وقد ظلت منطقة آيت واحي، مسقط رأس المناضل الراحل، منطقة منسية طوال العقود الماضية. وعند وفاة إدريس بنزكري في ماي من العام الماضي، حج إلى منطقة آيت واحي، التي لم يكن الكثيرون يعرفون موقعها على الخريطة، مسؤولون كبار في هرم الدولة، يتصدرهم الأمير مولاي رشيد، حيث رافقوا الراحل إلى أن استقر بمثواه الأخير. يقول أحمد، صاحب دكان بالقرب من بيت عائلة بنزكري: «بفضل المرحوم تم تزويدنا بالكهرباء والماء... هذا الأمر أفرحنا كثيرا... والقرية تغيرت كما لو مرت فوقها عصا سحرية». أنظر التفاصيل في صفحة تقارير.