حث مصطفى الموزوني، والي أمن الدارالبيضاء، رجال شرطة المدينة على تبني مفهوم جديد لسياسة القرب من المواطن وفتح قنوات الاتصال مع فعاليات المجتمع المدني الناشطة في مجالات لها علاقة بعمل الشرطة كمراكز حماية الطفولة والمؤسسات التعليمية ومراكز الاستماع إلى النساء ضحايا العنف. وقال موزوني، الذي كان يتحدث صباح الجمعة في كلمة ألقاها أمام المشاركين في الحفل المنظم بمقر ولاية الأمن، إن سياسة القرب «لا تعني فقط القرب الجغرافي، وإنما أيضا القرب العاطفي والوجداني، وذلك بالاقتراب من مشاكل المواطن والاستماع إلى همومه، سواء عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات التي تمثله». وبدا المسؤول الأمني متفائلا وهو يتحدث عن مجهودات رجال الشرطة في الحفاظ على الأمن العمومي لمدينة مليونية تعاني من ارتفاع نسبة الجريمة والاعتداءات. وكان الموزوني، بين الفينة والأخرى، يرقب المصورين الصحافيين الذين جاؤوا لتغطية عيد رجال الشرطة مرتدين شارات حمراء احتجاجا على تكرار اعتداءات رجال الشرطة على الصحافيين أثناء مزاولتهم لمهامهم. وقال الموزوني: «إن الاحتفال بمرور نصف قرن على إنشاء الإدارة العامة للأمن الوطني لا يجب أن ينسينا مناسبة أخرى أليمة صادفت نفس اليوم، وهي يوم السادس عشر من ماي، يوم ارتكاب الأحداث الإرهابية لمدينة الدارالبيضاء سنة 2003». وقال المسؤول الأمني -الذي سبق له أن عمل مديرا للشرطة القضائية ومديرا لمكتب منظمة الشرطة الجنائية الدولية (أنتربول) بالرباط، قبل أن يعين، بعد تفجيرات حي الفرح ومولاي يوسف، واليا للأمن على مدينة الدارالبيضاء- إن أفراد الشرطة العلمية والتقنية، التابعين لولاية أمن المدينة، ساهموا بدور كبير في الكشف عن مدبري اعتداء إرهابي تعرض له سياح في موريتانيا، مضيفا أن منظمة «الأنتربول» اعتمدت على خبراء من مطار محمد الخامس لتقديم محاضرات حول اتجاهات وأساليب تهريب المخدرات الصلبة انطلاقا من دول إفريقيا الغربية باتجاه أوربا. وأقر المسؤول الأمني بتنامي أنواع جديدة من الجريمة في عاصمة المغرب الاقتصادية كتهريب السيارات المسروقة وتزوير العملة والاتجار الدولي في المخدرات وتزوير بطائق الائتمان. وزاد قائلا: «الشرطة المغربية تبقى ابنة بيئتها، وبذلك فهي تعتمد على كفاءتها، لكنها تبقى بحاجة دائمة إلى الدعم والمؤازرة من مواطنيها». وغابت عن الاحتفالات بالذكرى ال52 لتأسيس الإدارة العامة للأمن الوطني المقامة بمقر ولاية أمن الدارالبيضاء أجواء الاحتفالية وانفض الحفل بسرعة بعد توشيح بعض موظفي الشرطة بأوسمة ملكية، أنعم عليهم بها بمناسبة عيد العرش الذي يصادف يوم الثلاثين من شهر يوليوز. ولم يقدم رجال الشرطة عروضا استعراضية دأبوا على تقديمها في المناسبات السابقة احتفالا بالذكرى السنوية لتأسيس إدارتهم العامة، وهكذا غابت عن حفل الذكرى ال52 عروض استعراضية كانت تقوم بها فرق من الدراجين ومحاربة الجريمة وفرق الكلاب المدربة وخفر الشخصيات، واقتصر الحفل على كلمة مقتضبة لوالي الأمن وتوزيع 82 وساما ملكيا على رجال شرطة يعملون في المدينة، قبل أن يستقل والي الأمن سيارته ويغادر مقر الولاية لينفض الحفل بسرعة.