«نساء الخبز»، كما يطلق عليهن الإعلام الإيطالي، مهاجرات مغربيات وجدن طريقة لضمان لقمة العيش وهي إعداد وبيع الخبز المغربي التقليدي في شوارع إيطاليا بثمن بخس بالمقارنة مع أسعار المخابز المحلية. كانت هؤلاء المغربيات، في بادئ الأمر، يبعن الخبز بطريقة غير منظمة ونوعا ما سرية، لكن الانخفاض الكبير في سعر الخبز الذي يسمى في ايطاليا «الخبز العربي» والذي يصل إلى ربع ثمن الخبز الإيطالي، وجودته أدى إلى ازدياد الإقبال عليه بطريقة كبيرة وسط الإيطاليين، مما لفت نظر مشروع «البوابة» الإيطالي، الذي يطمح لتبني الفكرة وتوسيع المشروع وإيجاد مخرج قانوني له وطلب تمويله من الاتحاد الأوروبي. وذكر موقع العربية الإلكتروني، الذي أورد الخبر، أنه في ظل ارتفاع أسعار الخبز المستمر نتيجة أزمة البترول وبلوغه أرقاما قياسية وارتفاع أسعار المحروقات يوميا، بدأت بعض الأسر الايطالية تحبذ إعداد الخبز في المنازل بقصد الادخار، وهذا ما فعلته أيضا الكثير من الأسر المغربية المهاجرة التي تعد خبزها بنفسها في أفران تقليدية الصنع جلبتها معها في رحلات العطلة السنوية إلى المغرب. ويمكن العثور في ساحة «بورطا بلاتسو»، بمدينة طورينو، على «نساء الخبز» المغربيات اللاتي يبعن خبزهن لمن يسأل عنه، وبطبيعة الحال بشكل سري ومخالف للقانون. وهذه الصنعة ليست بالأمر السهل، مادامت الممتهنة لهذا النشاط تزاوج بين جهدين: صنع الخبز في البيت أولا ثم المغامرة ببيعه. وذكرت صحيفة إيطالية، تعنى بشؤون المهاجرين وقضاياهم، مؤخرا أن نساء الخبز مقبلات على أفق وأمل جديدين يفتحهما عليهن مشروع «البوابة» الذي يستقطب الأنشطة المحظورة قانونا ويصرفها عبر قنوات قانونية. ويهدف مشروع «البوابة» إلى تحسين ظروف العيش والعمل بحي «بورطا بلاتسو». ولتحقيق هذا الهدف، كان أصحابه قد تقدموا للاتحاد الأوروبي بطلب دعم تمويلي باسم مدينة «طورينو» مقداره 5 مليارات ليرة إيطالية. ووفقا لبرنامج المشروع الخاص بنساء الخبز، فإن هؤلاء خضعن في مدينة طورينو لحصص تدريبية تصل مدتها الزمنية إلى مائتي ساعة يتعلمن فيها قواعد الشروط الصحية والمحاسبة والترويج. وفي النهاية يكون الغرض هو تأهيل هذا النشاط وإخراجه من شكله غير القانوني إلى ضوء القانون، وذلك بمساعدة هؤلاء النسوة على استئجار فرن عمومي يتسع لنشاطهن وينظمه.