أشارت الصحف الاسبانية الصادرة أخيرا، أن مخابز المدينتين السليبتين سبتة ومليلية تعاني من أزمة عميقة بسبب تزايد عمليات تهريب الخبز المغربي من المدينتين المجاورتين الناظوروالفنيدق. ويعزى الانتشار الواسع والإقبال الكبير على الخبز المغربي في سبتة ومليلية المحتلتين من طرف المستهلكين المغاربة والاسبان، الى انخفاض سعره مقارنة مع الخبز المصنع بمخابز الثغرين السليبين، حيث يبلغ سعر بيعه ما بين 40 و 55 سنتا (حوالي 5 الى 7 دراهم للقطعة الواحدة)، في حين أن ثمن الخبز المغربي المهرب الى سبتة ومليلية لايتعدى 20 سنتا (حوالي درهمين) الأمر الذي يدفع المستهلكين المغاربة والاسبان بالمدينتين السليبتين الى اقتناء الخبز المغربي الذي يباع في العربات والدكاكين عوض الخبز الاسباني الذي يباع بالمخابز لفارق الأسعار الكبير بينهما، وكذلك بسبب اختلاف وسيلة الطهي بينهما، حيث يستعمل الطهاة المغاربة الحطب الطبيعي، بينما يستعمل الإسبان مادة الكهرباء. وتعالت مؤخرا صيحات أرباب المخابز بالثغرين المحتلين، حيث اتهموا السلطات المحلية بالحياد السلبي وعدم التدخل للتصدي لظاهرة انتشار وترويج الخبز المغربي، علما أن قانون المستهلك لايتضمن بنودا تجرم تداول الخبز المغربي في المدينتين السليبتين. وفي نفس السياق وجه السيد خوصي مانويل رويسا الكاتب العام لنقابة أرباب المخابز بسبتةالمحتلة، شكاية الى مندوب الحكومة المركزية استعرض من خلالها مظاهر الانتشار الكبير للخبز المغربي، والتي تسببت في خسائر فادحة خلال السنوات الماضية خصوصا خلال سنة 2005 لتصل الى ذروة الأزمة سنة 2008و حيث قدرت الخسائر بأزيد من عشرة ملايين أورو، مطالبا في الأخير السلطات المركزية والمحلية بتعويض المتضررين وبمراجعة قيمة الضرائب المفروضة على أرباب المخابز. تبقى الإشارة في الختام الى أن مخابز المدينتين السليبتين سبتة ومليلية عاشت مابين سنوات 1958 و 1998 فترة رواج ذهبية، حيث كان الخبز الاسباني يهرب إلى المدن المجاورة كتطوان والمضيق الفنيدقوالناظور.