أكد آلان مارليكس، كاتب الدولية الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين، أن أكثر من 24 ألف مغربي استفادوا من رفع «تقاعد المحارب» الذي قررته سلطات باريس اعترافا بمحاربيها القدامى. وأوضح المسؤول الفرنسي ل«المساء» أن جديد العام الحالي يتمثل في انطلاق تعويضات أرامل قدماء المحاربين. - بعد أكثر من 40 سنة من الانتظار تقرر فرنسا أخيرا تسليم مستحقات وتقاعدات المحاربين المغاربة، الذين شاركوا في الحروب الفرنسية، تعادل التعويضات التي يتقاضاها قدماء المحاربين الفرنسيين. لماذا كل هذا التأخر؟ < أظن أن هذا القرار هو نتيجة مسار طويل من العمل. في الواقع إن الجنود المغاربة الذين حاربو مع فرنسا ظلت حقوقهم رهينة بقانون المالية الفرنسي لعام 1960، والذي بدأ العمل به في المغرب في 1 يناير 1961. وكان أول تطور في هذا المسار سنة 2002 عندما تقرر تعويض قدماء المحاربين المغاربة والآخرين بحسب القدرة الشرائية لكل بلد على حدة، الأمر الذي رفع نسبة التعويضة إلى 20 في المائة، على الأقل، مع إمكانية تقديم طلبات جديدة أو طلبات مراجعة التعويضات. التطور الأكبر الذي حصل في علاقة بالموضوع هو سنة 2007، في عهد الرئيس جاك شيراك، عندما تقرر تسليم نفس التقاعد ونفس التعويض، الذي يتلقاه قدماء المحاربين الفرنسيين لقدماء المحاربين المغاربة. هذه التطورات التي أعددتها تبرز اعتراف فرنسا بمحاربيها القدامى في الضفة الأخرى. أريد التأكيد أيضا على أن الدفعات الأولى من التعويضات والتقاعدات، في الإطار الجديد، بدأ تسليمها منذ أبريل 2007، دون أثر رجعي في فاتح يناير 2007، واستفاد من ذلك في المغرب 24255 شخص، من بينهم 18885 استفادوا من «تقاعد المحارب»، و5371 من التعويضات العسكرية. ووصل المبلغ المخصص لهذه العملية إلى 37 مليون أورو في 2007. وهو يضاعف أرقام السنوات السابقة بخمسة مرات. - يشتكي المغاربة من الصعوبات الإدارية المتبعة للحصول على تعويضاتهم ومستحقاتهم، ماهي الإجراءات المتبعة من أجل تسوية وضعيتهم؟ < فيما يخص التقاعدات ليس هناك أية إجراءات معقدة بحيث تتكلف الخزينة العامة بصرف نفس التقاعد الذي يتلقاه الجنود الفرنسيين، كما أن نفس الأمر هو ساري بالنسبة للتعويضات التي لم تسلم. ونعتمد في ذلك على طريقة التنقيط المتعارف عليها في فرنسا، وفي حالة وجود تفاوت ما فإن على المعنيين التوجه إلى مركز «خدمات قدماء المحاربين» بالدار البيضاء لمساعدتهم على إعداد طلباتهم، وإرسالها إلى المراكز المعنية في فرنسا. - خصصتم ما يقارب 110 ملايين أورو لانطلاق هذه العملية في 2007، ما هو المبلغ المتوقع هذه السنة؟ < مبلغ 110 ملايين أورو، الذي تم تحديده في 2007 لتسليم 27000 تعويض، و75000 تقاعد في أكثر من عشرين دولة. في 2008 خصصنا 118 مليون أورو، بالنظر إلى أننا سننطلق هذه السنة في تسليم تعويضات الأرامل. أؤكد أن هذه المبالغ تساهم بنسبة 20 في المائة في المساعدة العمومية بالمغرب والتنمية الفرنسية بالمغرب، وكل هذا يبرز المجهودات الكبيرة التي تبذلها فرنسا للاعتراف بقدماء محاربيها.