يرتقب أن يصادق أعضاء المجلس الوطني للاتحاد، في اجتماع يومه السبت، على تقارير اللجن المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والتأشير على لائحة الفعاليات التي يبلغ عددها الخمسين، إضافة إلى الحسم في مسألة منح المندمجين القادمين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي «كوطا» لحضور أشغال المؤتمر الثامن. «الكوطا» التي اختلف حولها المندمجون أنفسهم قد تعصف بهذه التجربة داخل الاتحاد، إذ اعتبرت لطيفة اجبابدي، عضو المكتب السياسي للاتحاد، أن «عملية الاندماج لم تستكمل بعد ولم تعم جميع هياكل الحزب»، وفسرت ذلك بأنه «لم يتم منح بطائق العضوية في الاتحاد للقادمين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي». فيما يرى طالع سعود الأطلسي، عضو الكتابة الوطنية للاتحاد، وأحد المندمجين أن «الكوطا» تسيء إلى فكرة الاندماج، واعتبر «المطالبة بتحديد حصة محددة للأعضاء السابقين للحزب الاشتراكي الديمقراطي تعني أننا لسنا مندمجين»، مضيفا أن «التقويم يجب أن يقوم به الاتحاد بكل مكوناته». هذا في الوقت الذي يرى فيه عيسى الورديغي، الأمين العام السابق للحزب، أن النقاش الدائر حول مسألة «الكوطا» استأثر باهتمام الاتحاديين من غير المندمجين، وأضاف أن هناك عدة مقترحات لإيجاد صيغ ملائمة ومرنة لتمثيلية الأعضاء السابقين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المؤتمر الوطني، الذي أراده الاتحاد أن يكون نوعيا بصيغ استثنائية، مطالبا أعضاء المجلس الوطني بالانكباب على مسلسل الاندماج وحمايته. مسألة منح «كوطا» للمندمجين لحضور المؤتمر الوطني المقبل دون المرور عبر مسطرة الاقتراع بدت للحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد، «طبيعية»، لأن عملية الاندماج لم تكتمل على مستوى مجموعة من الفروع والأقاليم التي لم تشهد التجديد». ودعا إلى حماية الاندماج وإنهائه في المؤتمر القادم للحزب، لإرسال رسائل واضحة لباقي مكونات اليسار التي تندرج في اهتمامات المؤتمر المقبل. موقف المالكي، الذي نقله عنه مصدر مطلع ل«المساء» حضر اجتماع المكتب السياسي للحزب الثلاثاء الماضي، لم يرق لإدريس لشكر، الذي يعتبر أن أي تمثيلية عددية للمندمجين في المؤتمر القادم تعني تقوية الموقع التنظيمي للكاتب الأول السابق للاتحاد، محمد اليازغي، وهو ما عبر عنه في الاجتماع ذاته أمام أعضاء المكتب السياسي. وأكد المصدر ذاته أن «مواجهة» تمت بين إدريس لشكر ولطيفة اجبابدي حول نفس الموضوع في اجتماع الثلاثاء الماضي، إذ طالبت بالحسم في مسألة «الكوطا». اجبابدي رفضت التعليق، في اتصال مع «المساء»، على ما حدث، مشيرة إلى أن «تحديد كوطا للمندمجين ضرورة سياسية ستمثل خطوة إيجابية في اتجاه بناء وحدة اليسار».