قامت السلطات المحلية التابعة لعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا، بتنسيق مع المكتب المغربي لحقوق المؤلف والمركز السينمائي المغربي الخميس الماضي بالعاصمة الاقتصادية، بإتلاف حوالي 80000 قرص مدمج مقرصن تمت مصادرتها مؤخرا. وتضم هذه الكمية، التي تم إتلافها، على الخصوص أقراصا موسيقية وبرامجا معلوماتية وأفلاما للأطفال، فضلا عن أقراص مدمجة لآخر الأفلام الأجنبية والمغربية، وقد تمت مصادرتها مؤخرا بسوق «درب غلف» وبمختلف نقط البيع بتراب هذه العمالة. وأوضح عبد الله الودغيري، المدير العام للمكتب المغربي لحقوق المؤلف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن هذه العملية، التي تندرج في إطار الحملة الوطنية لمحاربة التقليد والقرصنة، هي ثمرة تعاون وتنسيق بين مختلف الإدارات المعنية والسلطات المحلية. كما عبر، بنفس المناسبة، عن انشغاله بالحجم الذي اتخذته هذه الظاهرة، مشيرا في نفس الوقت إلى الانعكاسات السلبية للقرصنة على أنشطة القاعات السينمائية ووضعية الفنانين وبالتالي على الإنتاج السينمائي وكذا على الاقتصاد الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تمت بحضور ممثلين عن السلطات المحلية والمركز السينمائي المغربي إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام. في نفس الصدد أكدت مصادر متطابقة في تصريحات ل«المساء» أن «الحملة الأخيرة تدخل في إطار خطة تتوخى إغلاق سوق درب غلف قريبا»، وأكدت نفس المصادر: «أنه طيلة الأسابيع الماضية تم تنظيم اجتماعات مراطونية بين مسؤولين من المركز السينمائي المغربي، والمكتب المغربي لحقوق المؤلف، ومسؤولين من مقاطعة الدارالبيضاء أنفا، وكان الهدف هو التفكير في إقفال درب غلف»، حيث «من المقرر أن يتم إغلاق هذا السوق في الأشهر القليلة المقبلة». كما أكد بعض المتتبعين للموضوع أن «حملة الإتلاف الأخيرة التي قادها المسؤولون ضد باعة الأفلام تمت بعد عمليات القرصنة الضخمة التي تمت مؤخرا للعديد من الأفلام الجديدة، خصوصا التي حازت على أوسكار 2008». خصوصا بعد تمكن «قراصنة درب غلف» من الحصول على النسخ الكاملة لكل أفلام «أوسكار 2008»، من قبيل: فيلم «لا وطن للمسنين» الذي حصل على جائزة أوسكار أحسن مخرجين (الشقيقين جويل وإثيان كووين)، وفيلم «ستكون هناك دماء»، الذي حصل على أوسكار أحسن ممثل (داي لويس)، وأيضا فيلم «جونو»، الحائز على أوسكار أحسن سيناريو. في المقابل عبر العديد من باعة الأفلام بالسوق الشعبي عن رفضهم لما حدث لبعض الباعة، بحيث «وصلت خسارة أحدهم بسبب الحملة الأخيرة إلى أكثر من 50000 ألف درهم بعد أن أخذوا منه كل أفلامه وتركوا متجره فارغا»، فيما تساءل باعة آخرون، بحنق بالغ في تصريحاتهم ل«المساء»، بعد علمهم بخبر رغبة المسؤولين بإقفال السوق، عن: «هل يريدون منا أن نسرق بعد أن يقفلوا محالاتنا ويأخذوا أفلامنا»، وقال أحد الباعة من جانبه: «هذا السوق يضم أكثر من 30 محلا لبيع الأفلام وأشياء أخرى وأصحابها يعيلون أكثر من 60 عائلة وإذا أغلقوه لن يجد هؤلاء من يعيلهم». يشار إلى أنه وفي غضون أقل من شهرين تمكن موزعو «درب غلف» من قرصنة ما يقارب 100 فيلم جديد، وتشمل خصوصا الأفلام الفائزة في مهرجان «كان» الأخير، والتي شاركت في المسابقة الرسمية، وأيضا الأفلام التي عرضت بمهرجان «الأوسكار» الأخير، وكما صرحت جهات مهتمة: «فإن السرعة والجودة التي تمت بها قرصنة هذه الأفلام كانت مخيفة، ولكن لا أظن أنهم يستطيعون إقفال هذا السوق». ومن جهته قال محمد.س، أحد مزودي سوق «درب غلف» بالأفلام الجديدة: «إن الحملة الأخيرة هي عادية وتكون دائما في هذا الوقت كل سنة»، كما أكد محمد في تصريحاته ل«المساء» أن المسؤولين: «لن يستطيعوا أبدا إغلاق هذا السوق وإذا قاموا بذلك سيعرفون الجواب فيما بعد».