عفو ملكي على 1304 أشخاص بمناسبة ذكرى 11 يناير    اطلاق ثلاث خطوط جوية جديدة تربط الصويرة بباريس وليون ونانت ابتداء من أبريل المقبل    رواية "بلد الآخرين" لليلى سليماني.. الهوية تتشابك مع السلطة الاستعمارية    طنجة : الإعلان عن الفائزين بجائزة بيت الصحافة للثقافة والإعلام    المنتخب المغربي يودع دوري الملوك    مراكش... توقيف مواطن أجنبي مبحوث عنه بموجب أمر دولي بإلقاء القبض    حرائق لوس أنجلوس .. الأكثر تدميرا والأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا (فيديو)    مراكش تُسجل رقماً قياسياً تاريخياً في عدد السياح خلال 2024    تهنئة السيد حميد أبرشان بمناسبة الذكرى ال81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال    وزير الخارجية الفرنسي "يحذر" الجزائر    توقيف شخصين في مراكش بتهمة النصب والاحتيال وتزوير وثائق السيارات    "الباطرونا" تتمسك بإخراج قانون إضراب متوازن بين الحقوق والواجبات    مدن مغربية تندد بالصمت الدولي والعربي على "الإبادة الجماعية" في غزة    إيكال مهمة التحصيل الضريبي للقطاع البنكي: نجاح مرحلي، ولكن بأي ثمن؟    هذا ماقالته الحكومة عن إمكانية إلغاء عيد الأضحى    مؤسسة طنجة الكبرى في زيارة دبلوماسية لسفارة جمهورية هنغاريا بالمغرب    الملك محمد السادس يوجه برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنان الراحل محمد بن عبد السلام    المناورات الجزائرية ضد تركيا.. تبون وشنقريحة يلعبان بالنار من الاستفزاز إلى التآمر ضد أنقرة    أحوال الطقس يوم السبت.. أجواء باردة وصقيع بمرتفعات الريف    الضريبة السنوية على المركبات.. مديرية الضرائب تؤكد مجانية الآداء عبر الإنترنت    اللجان الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية العامة تعقد اجتماعاتها برسم سنة 2025    الملك محمد السادس يهنئ العماد جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية    توقف مؤقت لخدمة طرامواي الرباط – سلا    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    إيداع 10 علامات تجارية جديدة لحماية التراث المغربي التقليدي وتعزيز الجودة في الصناعة الحرفية    أسعار النفط تتجاوز 80 دولارا إثر تكهنات بفرض عقوبات أميركية على روسيا    أغلبهم من طنجة.. إصابة 47 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة "بوحمرون" بسجون المملكة    فيلود: "المواجهة ضد الرجاء في غاية الأهمية.. وسنلعب بأسلوبنا من أجل الفوز"    "الأحرار" يشيد بالدبلوماسية الملكية ويؤكد انخراطه في التواصل حول مدونة الأسرة    تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، محطة نضالية بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية وتحقيق السيادة الوطنية    القِرْد سيِّدُ المَشْهد !    ميناء الحسيمة يسجل أزيد من 46 ألف من المسافرين خلال سنة 2024    جماعة طنجة تعلن نسبة تقدم أشغال تأهيل معلمة حلبة ساحة الثيران    من هو جوزيف عون الرئيس الجديد للبنان؟    وفاة صانعة محتوى أثناء ولادة قيصرية    حوار بوتين وترامب.. الكرملين يعلن استعدادا روسيا بدون شروط مسبقة    بوحمرون: 16 إصابة في سجن طنجة 2 وتدابير وقائية لاحتواء الوضع    "بوحمرون.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه".. حملة تحسيسية للحد من انتشار الحصبة    بوحمرون يواصل الزحف في سجون المملكة والحصيلة ترتفع    ملفات ساخنة لعام 2025    تحذير رسمي من "الإعلانات المضللة" المتعلقة بمطارات المغرب    عصبة الأبطال الافريقية (المجموعة 2 / الجولة 5).. الجيش الملكي من أجل حسم التأهل والرجاء الرياضي للحفاظ على حظوظه    صابرينا أزولاي المديرة السابقة في "قناة فوكس إنترناشيونال" و"كانال+" تؤسس وكالة للتواصل في الصويرة    "جائزة الإعلام العربي" تختار المدير العام لهيسبريس لعضوية مجلس إدارتها    ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض الحصبة… طبيبة عامة توضح ل"رسالة 24″    اتحاد طنجة يعلن فسخ عقد الحارس بدر الدين بنعاشور بالتراضي    السعودية تستعد لموسم حج 2025 في ظل تحديات الحر الشديد    الحكومة البريطانية تتدخل لفرض سقف لأسعار بيع تذاكر الحفلات    فضيحة تُلطخ إرث مانديلا... حفيده "الرمز" في الجزائر متهم بالسرقة والجريمة    بطولة إنجلترا لكرة القدم.. إيفرتون يفك الارتباط بمدربه شون دايش    مقتل 7 عناصر من تنظيم "داعش" بضربة جوية شمال العراق    النظام الجزائري يخرق المادة 49 من الدستور ويمنع المؤثر الجزائري بوعلام من دخول البلاد ويعيده الى فرنسا    الكأس الممتازة الاسبانية: ريال مدريد يفوز على مايوركا ويضرب موعدا مع برشلونة في النهائي    الآلاف يشاركون في الدورة ال35 للماراطون الدولي لمراكش    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار
بلحاج: أهاجم جنرالات الجيش لأنهم هم السلطة الفعلية في الجزائر
نشر في المساء يوم 01 - 04 - 2008

-يتحدر من ولاية أدرار جنوب الجزائر، لكنه ولد في تونس سنة 1956
-يصفه البعض بأنه يمثل التيار السلفي داخل جبهة الإنقاذ
-الصحافة الأجنبية تفضل أن تطلق عليه لقب «الرجل الثاني» في الجبهة
- اشتغل في مهنة التدريس وليست له شواهد عليا خلافا لزعيم الجبهة عباسي مدني، لكن يجمع الجميع أنه روح الجبهة ويملك القدرة بخطابه على إلهاب آلاف الشباب.
- يقول البعض إن تأثيره على الشباب الجزائري لا حدود له، ولهذا عندما كان في السجن طيلة سنوات التسعينيات، كانت آلاف أشرطته توزع سرا فيما بينهم.
-دعا إلى حمل السلاح ضد النظام الجزائري سنة 1991 بعد إلغاء نتائج الانتخابات التي حملت الجبهة إلى السلطة.
- يهاجم بحدة جنرالات الجيش الجزائري ويصفهم ب«الجهال»، وأحيانا أخرى ب«العصابة التي تملك السلطة الفعلية في الجزائر»
} هل تابعت خبر تفكيك خلية متهمة بالإرهاب تحمل اسم خلية «عبد القادر بلعيرج» بالمغرب؟ - نعم، تابعت هذه القضية عن كثب وأقرأ عنها في الصحف، وإن كنت لا أعرف كل التفاصيل على وجه الدقة. بالطبع، أنا أتابع باهتمام كل ما يحدث في المغرب لأننا نحن في الجزائر وأنتم في المغرب في الهم سواء، فأنتم تتأثرون بما يحدث عندنا ونحن أيضا نتأثر بما يحدث عندكم.
} المتهم الرئيسي في هذه القضية، أي عبد القادر بلعيرج، اعترف أثناء التحقيق معه بأن الأسلحة التي عثر عليها في حوزة هذه الخلية تعود ملكيتها إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية. ما هو تعليقك على نص هذه الاعترافات؟ - هذه الاتهامات تبقى مجرد اتهامات مجانية موجهة للاستهلاك الإعلامي لا أقل ولا أكثر، لأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ حركة سلمية وليست حركة مسلحة. ثم إنني دخلت السجن قبل هذه الأحداث كلها، أي مباشرة بعد الانقلاب علينا، في بداية التسعينيات، ولم أغادره إلا في سنة 2003. والجيش الإسلامي للإنقاذ وضع السلاح سنة 1997 وأنا مازلت حينها في السجن، بمعنى أنني لم أعايش مثل هذه الأحداث.
} ألم يحدث أن سمعت باسم عبد القادر بلعيرج قبل تفكيك هذه الخلية بالمغرب؟ - لم أسمع بهذا الاسم إطلاقا عبر وسائل الإعلام، وأنا دائما أقول للصحافة في هذه القضايا المرتبطة بالإرهاب، إني لا أتهم أية جهة ولا أصدق ما يقال حولها إلا بعد محاكمة تتوفر فيها جميع شروط المحاكمة العادلة للمتهمين وتعطى فيها الحرية للمحامين، أما المحاكمات والخرجات الإعلامية فلا ينبغي أن نستند إليها في إصدار الأحكام.
} هل تنفي أن أسلحة بلعيرج كانت موجهة إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية؟ - حسب ما قرأته في الصحف، فالأسلحة لم تكن موجهة إلى الجبهة وإنما إلى الجيش الإسلامي للإنقاذ، لكن هذا مجرد خبر إعلامي ويصعب علي أن أجزم فيه بأي شيء، لأنه من العبث أن نبني قصورا فوق رمال متحركة. صحيح أن الجيش الإسلامي للإنقاذ كان يصارع السلطة الجزائرية، ووضع السلاح سنة 1997 بعد ميثاق السلم والمصالحة، لكن الذي وقع أن قادة هذا الجيش لم تعط لهم حقوقهم السياسية والمدنية والاجتماعية إلى حد الآن.
} كيف تلقى علي بلحاج الدعوة التي وجهها المغرب إلى الجزائر حول فتح الحدود بين البلدين؟ - نحن في المغرب العربي ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فلدينا الدين الواحد والتاريخ الواحد والمصير المشترك الواحد. لكن هذه الأماني كانت حاضرة عندما كان لبلدان المغرب العربي، في وقت سابق، قادة لهم نظرة بعيدة ثاقبة، أما حاليا فقادة المغرب العربي هم دون ذلك ويفتقدون هذه النظرة الثاقبة. قادة المغرب العربي حاليا كل ما يبحثون عنه هو حماية كراسيهم وتأمين مصالحهم، أما مصالح شعوبهم فلا وزن لها عندهم. وها نحن نلاحظ كيف أن قادة المغرب العربي لم يكن لهم موقف موحد حتى في المشاركة في القمة العربية المنعقدة بدمشق، هناك من شارك وهناك من قاطع وهناك من خفض تمثيل المشاركة. لكن مواقف قادة المغرب العربي موحدة تجاه الخضوع للإرادة الأمريكية.
} ومن يتحمل، في نظرك، مسؤولية إغلاق الحدود بين البلدين؟ هل الجزائر أم المغرب؟ - ليس قادة الجزائر والمغرب هم من يتحمل مسؤولية إغلاق الحدود بين البلدين وإنما جميع قادة المغرب العربي، لأننا كثيرا ما لاحظنا أنه عندما ينشب هناك خلاف بين دولتين في منطقة المغرب العربي، فإن بعض الدول في المنطقة تعمق هذا الخلاف الحاصل بين الطرفين. وهكذا، وجدنا في سياق الخلاف الحاصل بين الجزائر والمغرب، أن هناك من دول المنطقة من هي مع الجزائر ومن هي مع المغرب، في حين كان المطلوب هو رأب الصدع بين البلدين. ونحن في الجبهة الإسلامية للإنقاذ نعتبر أنه من أهم أهدافنا بناء وحدة المغرب العربي.
} في حديثك عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، لمحت في حوار سابق إلى احتمال أن يكون بوتفليقة تعرض لعملية تسمم على أيدي جنرالات الجيش الجزائري. ما هي المعطيات التي استندت إليها لترجيح هذه الفرضية؟ - هذه الفرضية غير مستبعدة، لأن الملاحظ هو أن الرئيس بوتفليقة، منذ 1999 إلى يومنا هذا، عاش مرحلتين: مرحلة كان حاضرا فيها بقوة في كل وسائل الإعلام وكان له في كل يوم خطاب في التلفزة حتى إنه كاد يعشش فيها، ثم مرحلة ما بعد ميثاق السلم والمصالحة، أي منذ أن ذهب إلى مستشفى «فال دوغراس» بفرنسا، فكل الناس لاحظوا بعد عودته من فرنسا أنه مريض، وكان المرض باديا في نظرته وفي نبرة صوته وفي تحركاته، ولم يعد يمارس مهامه بشكل طبيعي كما كان يفعل من قبل.
} لكن الرئيس بوتفليقة تحدث عن وضعه الصحي ونفى فرضية التسمم في آخر استجواب له؟ - نعم، هو نفى ذلك، لكن طبيعي أن ينفي، ولن يعترف بمثل هذه القضية. أكثر من هذا فأنا أقول إن تعديل الدستور الجزائري ليس المراد به هو تأمين ولاية ثالثة للرئيس بوتفليقة، وإنما المراد به تمكين نائبه من صلاحيات قانونية للبقاء في السلطة، أي أنه سيتم تعديل الدستور الذي يسمح بولاية ثالثة للرئيس بوتفليقة، لكن بعد شهرين أو 6 أشهر أو بعد سنة سيقال إن الوضع الصحي للرئيس لا يسمح له بممارسة مهامه، وهو ما يعني أن نائبه هو الذي سيتولى السلطة، وبمعنى آخر فإن أصحاب السلطة الحقيقيين هم الجنرالات الذين سيحكمون مرة أخرى البلاد من خلال هذا النائب الذي سيختار لتمثيل هذا الدور.
} يشهد الجزائر، بين الفينة والأخرى، عمليات إرهابية تستهدف منشآت عمومية ويروح ضحيتها العديد من الأبرياء. في نظرك، لماذا لم تتوقف أعمال العنف في الجزائر؟ - دعني أقول لك إنه كانت هناك، يوم الخميس الماضي، محاكمة لإمام مسجد قريب من مقر سكناي، ويحاكم معه أيضا أربعة أشخاص بنفس التهمة، وأنا حضرت هذه المحاكمة وتابعت أحداثها، وأصدرت المحكمة حكما يقضي بتبرئة الجميع، وسئلت من طرف الصحافة الجزائرية عن رأيي في هذا الحكم، فكان جوابي أن القضية ليست قضية براءة هؤلاء أو عقابهم، وإنما هي أن الجزائر تحتاج إلى حل سياسي، أما تصفية خصومنا السياسيين عن طريق القضاء فلا تجدي نفعا، لأن دور القضاء هو حل النزاعات والخصومات التي تقع بيننا، وليس هو حل الفشل السياسي الذي وقع فيه النظام الجزائري.
} عندما تقع عملية إرهابية في الجزائر أو في أي دولة من دول المغرب العربي، فإن علي بلحاج يرفض إدانتها، فلماذا هذا الموقف؟ - منذ 1992 والناس كلهم، علماء ومفكرين ورجال سياسة وأصواتا من الداخل والخارج، يدينون الأعمال الإرهابية، هل حلت الإدانة مشكل الإرهاب؟ وهنا أضرب هذا المثل: عندك سقف يقطر منه الماء، هل من الضروري كلما دخلت إلى بيتك أن تقول إن الماء ينزل.. الماء يقطر.. الماء لم يتوقف.. هل سيتوقف الماء من النزول من تلقاء نفسه؟ إذن، لا بد من إصلاح هذا السقف أو تحطيمه وإبداله بغيره. ولهذا فأنا أرى أن الحل ليس في إدانة الإرهاب وإنما في ضرورة إيجاد حل سياسي تشارك فيه جميع الأطراف لنعرف أسباب الإرهاب كي نقتلع جذورها من خلال إيجاد العلاج المناسب لها عبر حل مشاكل الشباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية. ولهذا فمشكل الإرهاب لن يعالج بالمؤتمرات في الفنادق الفخمة خلف الكراسي الوثيرة وبالاستعانة بالخارج، بل يعالج بالاستماع إلى جميع وجهات النظر الموجودة في المجتمع، لأن المشكلة داخلية وهؤلاء الذين ينفذون العمليات هم أبناؤنا وشبابنا، ولا ينبغي أن نستعدي أمريكا عليهم، لأنهم منا، وكما يقال أنفك منك ولو كان أجدع، فهل نتخلص من أبنائنا ونرميهم في البحار لأنهم أخطؤوا الطريق؟ طبعا لا الحل هو أن نبحث لهم عن حلول لمشاكلهم.
} ما هي آخر الأخبار عن ابنك عبد القهار (19 سنة) الذي التحق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي؟ -أنا لا أعرف عن ابني عبد القهار إلا ما تكتبه الصحف عنه. وكتبت إحدى الصحف الجزائرية أنه سجل له شريط بث عبر الأنترنيت، لكن أكيد أن هناك أسبابا هي التي دفعت هؤلاء الشباب إلى الالتحاق بالجماعات المسلحة. وهؤلاء صغار في السن وضحايا والحل ليس هو الزج بهم في السجن. فنحن في الجزائر ممنوعون من الحق السياسي وممنوعون من الحق المدني وممنوعون من جوازات السفر، بينما فرحات المهني وغيره من دعاة الانفصال والحكم الذاتي في الجزائر يصولون ويجولون في العالم كله ولا يطولهم القانون.
} كيف هي علاقتك بعباس مدني الذي انتهى لاجئا سياسيا بقطر؟ - علاقتي بالشيخ عباس مدني علاقة جيدة، وأنا على اتصال دائم به عبر الهاتف لأطمئن عليه وعلى صحته، وهو بدوره يتصل بي بشكل دائم. وبالطبع، الشيخ عباسي مدني رجل طاعن في السن ويقترب من سن ال80 وله رغبة في العودة إلى الجزائر، وقد عبر عن ذلك، ولكن في إطار شامل لحل أزمة الجزائر. لكن مع الأسف، فنظام السلم والمصالحة الذي دعا إليه الرئيس بوتفليقة لم يسو بين الضحية والجلاد وإنما أعطى الجلاد الحصانة الكافية ومنع الضحية من حقه السياسي والمدني والاجتماعي. وكنت أتمنى عندما تولى بوتفليقة السلطة سنة 1999، أن يقوم، بعد أدائه اليمين الدستورية، بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين، كما فعل رئيس الوزراء الباكستاني الذي كان أول عمل قام به بعد انتخابه رئيسا هو إطلاق سراح القضاة، لكن بوتفليقة لم يفعل ذلك لأنه جاء عن طريق الجنرالات وليس عن طريق الإرادة الشعبية.
} يعاب عليك أنك تهاجم بشكل لاذع جنرالات الجزائر.. -لأن الجنرالات هم السلطة الفعلية والحقيقية في الجزائر، وهم الذين يحكمون الجزائر وليس غيرهم. والرئيس السابق محمد بوضياف، ألم يكن عندكم في المغرب؟ فمن جاء به؟ الذين جاؤوا به هم الجنرالات، وهو ما قاله بعظمة لسانه بهذه الصيغة «جاء بي الجيش»، ومن بعده جاء الجيش بالرئيس كافي وجاء بالرئيس ليامين زروال، وهو ما قاله الجنرال خالد نزار في مذكراته. والرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدوره ألم يقل إن الجيش هو الذي جاء به إلى السلطة؟ هل يمكن أن نتصور رئيسا يأتي به الجنرالات، يعمل ضدهم؟ نعم، هو يحاول أن يتظاهر بأنه يعمل ضدهم، لكنه في حقيقة الأمر في خدمتهم. وبوتفليقة، من خلال ميثاق السلم والمصالحة، خدم الجنرالات. وأنا أقول دائما في تصريحاتي مثل هذا الكلام إلى الصحافة الجزائرية، غير أنها لا تقوى على نشره لأنها هي بدورها مختطفة من طرف عصابة الإعلانات وعصابة الجنرالات.
} لماذا ترفض سياسة التسلح التي تنهجها الجزائر؟ - أنا لست ضد حركة التسلح في الجزائر فقط، وإنما أنا ضد حركة التسلح في العالم العربي كله. لماذا؟ لأننا لا نفعل بهذه الأسلحة أي شيء عدا أننا نقدم خدمة للشركات الدولية، أي الشركات الإسرائيلية والأمريكية.
} هل يمكن القول إن حركة التسلح في الجزائر موجهة ضد المغرب؟ - نحن في جبهة الإنقاذ الإسلامية ضد حركة التسلح سواء في الجزائر أو في المغرب. فلا ينبغي أن نتسلح ضد بعضنا البعض. ومشكلة الأرض بين البلدين يمكن أن تجد لها حلا سياسيا في نطاق المغرب العربي.
} هل يمكن لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي تقدم به المغرب أن يحل النزاع القائم بين الجزائر والمغرب؟ - المقترح المغربي لن يحل هذا النزاع لأن هناك طرفا في الجزائر له رؤية مغايرة ويقترح حلا معينا، ولأن الاصطدام وقع بين الطرفين. وفي نظري، لا بد من اجتماع كل قادة دول المغرب العربي لإيجاد حل تفاوضي بدون وصاية خارجية لأن الأمم المتحدة لن تحل أية مشكلة أو أية بؤرة توتر في أي بلد.
} هل صحيح أنك تدعو إلى أن ترفع السعودية وصايتها عن الحرمين الشريفين؟ - نعم، هذا موقفي. لأن السعودية لا تمثل المسلمين والمفروض ألا يكون الحرمان الشريفان تحت سلطتها، لأن هذه أماكن عبادة لعموم المسلمين ينبغي أن تكون تحت سلطة مستقلة وليس تحت سلطة خادم الحرمين الشريفين. والسعودية سبق لها أن خرجت عن الدولة العثمانية بالسيف رغم أن السلطان عبد الحميد رفض أن يتنازل عن فلسطين عندما تمت مساومته في ذلك. والسعودية كانت وراء شحذ الشبان من كل أقطار العالم العربي والإسلامي للجهاد في أفغانستان، وكان علماؤها في ذاك الوقت في الإعلام وفي كل مكان يصرخون بأن الجهاد فرض عين، فماذا فعل هؤلاء الشباب؟ لم يفعلوا شيئا سوى أنهم استجابوا لنداء العلماء بحسن نية وذهبوا إلى أفغانستان وتعرضوا إلى محرقة على أيدي القوات الروسية. واستشهد منهم من استشهد وعذب من عذب. وهؤلاء العلماء يفتون بأن الجهاد فرض عين في أفغانستان لكنهم لا يعتبرون الجهاد في فلسطين المحتلة منذ 1948 فرض عين خوفا من أمريكا، وهو ما يعني أن تلك الدعوة إلى الجهاد في أفغانستان لم تكن لوجه الله وإنما كانت في إطار صراع سياسي دولي، لم يكن أولئك الشباب يدركون أبعاده. والأخطر من هذا أن هؤلاء الشباب عندما عادوا من أفغانستان وجهت إليهم السعودية تهم الإرهاب وزجت بهم في السجون.
بلحاج: موقف الحسن الثاني من الجبهة هو منطق العقل
} سبق للشيخ عباس مدني في بداية التسعينيات أن التقى الراحل الحسن، كيف مر هذا اللقاء؟ - اللقاء بين الشيخ عباس مدني والحسن الثاني كان لقاء وديا. ونحن في الجبهة من جملة أهدافنا في السياسة الخارجية، لو كنا بقينا في السلطة، هو دعم وحدة المغرب العربي، وحدة فعلية، وتعزيز الصلات بين بلدان المنطقة ونزاع الصحراء بين البلدين كان سيعرف طريقه إلى الحل بإذن الله. ونحن فعلا وصلنا إلى السلطة على عكس ما يقوله البعض من كوننا مجرد حزب، فالجبهة وصلت إلى السلطة بدليل أنه كانت لها 815 بلدية، وفي الانتخابات التشريعية حصلت على 188 مقعدا، لكن وقع الانقلاب علينا.
} الراحل الحسن الثاني كان له موقف إيجابي من وصول جبهة الإنقاذ إلى السلطة، كيف تلقيتم هذا الموقف؟ - موقف الحسن الثاني من وصول الجبهة إلى السلطة هو منطق العقل. وقال في هذا السياق دعوا الجبهة تتولى شؤون الحكم في البلاد، لأن هناك وسائل قانونية ودستورية لتقويم أي انحراف تقع فيه فيما بعد. أما إزالة حزب من السلطة استنادا إلى مجرد مقالات صحفية مغرضة، فهذا منهج خاطئ.. ففي الكويت، مثلا، تم حل البرلمان، لكن لم يزج بالناس في السجون.. هكذا يفكر العقلاء، أما الجهال فقد قاموا بحل الجبهة وسجنوا قادتها ورحلوا إطاراتها وكوادرها إلى الصحراء وعذبوا المنتمين إليها، ثم قالوا بعد كل هذا إن المسؤولية عما وصلت إليه الجزائر تتحملها الجبهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.