تباينت مواقف قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر إزاء المرشحين لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 8 إبريل 2004؛ ففي الوقت الذي أعلن قياديون بالجبهة مقيمون في بريطانيا دعم مرشح التيار الإسلامي عبد الله جاب الله، اختار رئيس الهيئة التنفيذية للجبهة في الخارج الشيخ رابح كبير المقيم بألمانيا مساندة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية رئاسية ثانية، فيما دعا رئيس الجبهة الشيخ عباسي مدني إلى مقاطعة الانتخابات. وأفادت شبكة إسلام أون لاين أن 4 قياديين بالجبهة الإسلامية للإنقاذ بعثوا رسالة إلى جاب الله من لندن عن تزكية ترشحه للانتخابات الرئاسية. والقياديون الأربعة هم: جعفر الهواري عضو الهيئة التنفيذية للجبهة، وبادي تباني المسؤول بالجبهة قبل حلها، وعبد العزيز بغريش نائب الجبهة السابق الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الملغاة عام ,1991 وحسين تخروبت المسؤول السابق في الجبهة أستاذ اللغة الإنجليزية بلندن. ودعا القياديون في رسالتهم إلى تأييد مرشح حركة الإصلاح الوطني الشيخ عبد الله جاب الله؛ باعتباره مرشح التيار الإسلامي في الجزائر، مؤكدين في الوقت نفسه أن الانتخابات وحدها لا تمثل حلا ناجحا للأزمة في ظل ما وصفوه بالانسداد السياسي القائم في البلاد. كما دعوا أيضا الأحزاب والحركات والشخصيات والجمعيات الإسلامية والوطنية إلى التجرد من النظرة الحزبية الضيقة، والارتفاع إلى مستوى تحقيق المصلحة العامة للشعب الجزائري. وطالب قياديو الجبهة الإسلامية من الأطراف المذكورة تزكية جاب الله؛ لأنه الأقرب إلى تحقيق طموحات الجزائريين وتطلعاتهم في بناء دولة العدل والحرية التي تحفظ للشعب كرامته وسيادته، وللأمة هويتها وثوابتها. وعلى صعيد متصل أعلن عضوان مؤسسان في الجبهة الإسلامية للإنقاذ من شرق الجزائر دعمهما لعلي بن فليس مرشح التيار الوطني المحافظ. وقال عبد الله حموش وحسن ضاوي في بيان اطلعت عليه إسلام أون لاين: إن قرار مساندة بن فليس جاء بعد تمحيص دقيق في مسيرة المرشحين، وطالبوا الناخبين بالتصويت بكثافة لصالح بن فليس. وانضم مقداد سيفي رئيس الحكومة السابق والمنسحب من الترشيح لانتخابات الرئاسة إلى التكتل السياسي المساند ل بن فليس؛ حيث دعا أنصاره إلى وضع أنفسهم تحت تصرف بن فليس وإقناع الجزائريين بالتصويت له، كما طالبهم بالتعاون مع أنصار بن فليس ومناضلي جبهة التحرير لمراقبة صناديق الاقتراع في كل مقار الانتخابات التي يتجاوز عددها 41 ألفا. وقال سيفي الذي ترأس الحكومة الجزائرية بين عامي 1994 و1995 في رسالة وجهها لأنصاره بعنوان 8 أبريل 2004: لا بد للشعب أن يغير النظام، بن فليس هو الأكثر حظا في الفوز بالانتخابات الرئاسية؛ لأنه الأقدر على تقويض أركان النظام الحالي الذي يمنع شبابنا من التطلع إلى مستقبل أفضل. وانتقد سيفي بشدة بوتفليقة، ووصفه في الرسالة بأنه ضعيف نفسيا وسياسيا، وأنه قدم عرضا أسود عن فترة حكمه الأولى التي دامت 5 سنوات. ومن ألمانيا دعا رابح كبير رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة لجبهة الإنقاذ إلى التصويت لبوتفليقة، على أساس أنه أكثر المرشحين قدرة على ترقية الوئام المدني إلى المصالحة الوطنية الشاملة. وكان رئيس جبهة الإنقاذ عباسي مدني الموجود في قطر قد دعا إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة القادمة؛ على اعتبار أنها لن تحل أزمة الشرعية القائمة في البلاد، على حد تعبيره. من جانبه ذكر مصدر قريب من نائب رئيس الجبهة الشيخ علي بلحاج لإسلام أون لاين.نت أن بلحاج يبدي حذرا كبيرا في التعامل مع القضية، ويرفض منح تزكية لأي مرشح، لكنه لن يدعو لمقاطعة الانتخابات. كان بلحاج قد اعتقل أمام سفارة فلسطينبالجزائر في 2004321 عندما ألح في طلب السفير تضامنا مع الشعب الفلسطيني إثر اغتيال مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية الشيخ أحمد ياسين. واقتيد بلحاج إلى الشرطة المركزية؛ حيث تم تذكيره بالممنوعات العشرة المفروضة عليه منذ إخلاء سبيله في يوليو ,2003 والتي تتمثل في حرمانه من الخطابة في المساجد والمشاركة في أي تجمع أو مظاهرة والإدلاء بأي تصريح للصحافة. يذكر أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ فازت بأول انتخابات تعددية بلدية في يونيو ,1990 وحصلت على 3 ملايين صوت، كما فازت بأول انتخابات برلمانية تعددية في ديسمبر ,19 91 وحصلت على مليوني صوت ونصف المليون، لكن جنرالات الجيش تدخلوا وألغوا نتائج هذه الانتخابات بحجة أن الإسلاميين يشكلون خطرا على البلاد.