نفى علي بلحاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن يكون له علم بوجود أسلحة كانت توجه إلى الجزائر عبر التراب المغربي في سنوات التسعينيات من القرن الماضي كما جاء في اعترافات منسوبة إلى عبد القادر بلعيرج، المتهم الرئيسي في خلية متهمة بالإرهاب تحمل اسمه تم تفكيكها مؤخرا. وقال بلحاج، في حوار مع «المساء» (انظر نصه الكامل غدا)، إنه لم يسبق له أن سمع بشخص اسمه بلعيرج إلا عبر وسائل الإعلام عندما ذاع خبر تفكيك هذه الخلية في المغرب، مشددا على أنه في مثل هذه القضايا المرتبطة بالإرهاب لا يمكنه أن يتهم أية جهة ولا أن يصدق ما يقال حولها إلا بعد محاكمة تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة. ولم يستبعد بلحاج أن تكون هذه الاتهامات ضد الجبهة الإسلامية للإنقاذ مجرد اتهامات مجانية موجهة للاستهلاك الإعلامي لا أقل ولا أكثر، لأن الجبهة، حسب قوله، حركة مدنية. وعن فرضية كون أسلحة بلعيرج كانت موجهة إلى الجيش الإسلامي للإنقاذ، الجناح العسكري للجبهة، نفى بلحاج علمه بهذا الأمر وقال إنه لم يعايش تلك الأحداث لأنه كان في السجن منذ بداية التسعينيات ولم يغادره إلا في سنة 2003، لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن الجيش الإسلامي للإنقاذ كان يصارع النظام الجزائري قبل أن يضع السلاح بعد إقرار ميثاق «السلم والمصالحة» الذي دعا إليه عبد العزيز بوتفليقة. وفي تعليقه على الدعوة التي وجهها المغرب إلى الجزائر بخصوص فتح الحدود بين البلدين، قال بلحاج إن مسؤولية إغلاق الحدود لا يتحملها فقط قادة البلدين في الجزائر والمغرب، وإنما يتحملها جميع قادة دول منطقة المغرب العربي، مؤكدا «أننا كثيرا ما لاحظنا أنه عندما ينشب خلاف بين دولتين في هذه المنطقة، فإن بعض الدول في المنطقة تعمق هذا الخلاف الحاصل بين الطرفين». وفي هذا السياق، أشار بلحاج إلى النزاع القائم بين المغرب والجزائر حول الصحراء، وقال إنه يستغرب انقسام قادة دول المنطقة بخصوص هذه القضية، فهناك من هم مع المغرب وهناك من هم مع الجزائر. «في حين، يؤكد بلحاج، أنه كان المطلوب هو رأب الصدع بين البلدين». وحول مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، قال بلحاج إن هذا المقترح لن يحل المشكل لأن هناك طرفا في الجزائر له رؤية مغايرة ويقترح حلا آخر للنزاع، وهو ما يؤدي إلى الاصطدام بينهما، مؤكدا أن الحل ينبغي أن يكون عبر قمة يشارك فيها جميع قادة المغرب العربي خارج وصاية الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي متفاوض عليه. ولم يفت بلحاج أن يذكر بموقف جبهة الإنقاذ الإسلامية من النزاع في الصحراء، وقال إن موقف الجبهة ومن جملة أهدافها في السياسة الخارجية هو دعم وحدة شعوب المغرب العربي، مؤكدا أن الجبهة لو بقيت في السلطة لوجد هذا النزاع طريقه إلى الحل. وذكر بلحاج أيضا باللقاء الذي عقده عباسي مدني، زعيم الجبهة، مع الحسن الثاني في بداية التسعينيات، وقال بهذا الخصوص: «إن الحسن الثاني كان له موقف إيجابي من وصول الجبهة إلى السلطة»، وهو موقف يقول بشأنه بلحاج «إنه منطق العقل».