فجر عبد القادر بلعيرج، المتهم بقيادة الخلية التي تحمل اسمه، مفاجأة من العيار الثقيل أمام عبد القادر الشنتوف قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، عندما صرح أول أمس الاثنين بأنه «غادر معسكرا لتنظيم القاعدة بأفغانستان أسبوعا قبل أحداث 11 شتنبر التي استهدفت مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكي». ووفق معطيات توصلت إليها «المساء»، فإن بلعيرج قال كذلك إنه «كان يربط صلات وثيقة بجبهة الإنقاذ الإسلامي بالجزائر، التي كان يعمل على تأمين تزويدها بأسلحة إبان مواجهتها للسلطة». وحسب المعطيات نفسها، فإن بلعيرج اعترف أمام قاضي التحقيق بسلا، بأن «الأسلحة التي عثر عليها قي قاع بئر بالناظور، تعود إلى زمن تعامله مع جبهة الإنقاذ، وأنه جرى نسيانها هناك مع إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمبادرة الوئام المدني». وبخصوص الأسلحة التي عثرت عليها مصالح الأمن بعد تفكيك شبكة بلعيرج، قال زيان إن هذه الأسلحة لم تكن موجهة إلى أية أهداف مغربية، بل كانت موجهة إلى الجزائر، مؤكدا أن جميع هذه الأسلحة التي تم العثور عليها تعود ملكيتها إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية التي تخلت عنها بعد أن دخلت في سياسة الوئام الوطني التي دعا إليها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويؤكد زيان أن الجبهة اشترت هذه الأسلحة من عدة دول بأوربا وكانت تدخلها عبر المغرب قبل أن تطلب من أنصارها دفن هذه الأسلحة بعد الدخول في سياسة الوئام الوطني. واعترف بلعيرج خلال ست ساعات من التحقيق معه، ب«حقيقة لقائه بمجموعة من قادة التنظيمات المسلحة عبر العالم منهم أسامة بلادن زعيم تنظيم القاعدة»، نافيا أن يكون قد عمل كعميل لدى لمخابرات البلجيكية»، بل كان مخبرا يقدم معلومات تفيد أمن البلاد التي يحمل جنسيتها. وأكد زيان بعد جلسة التحقيق مع موكله أن بلعيرج «نفى بشدة أمام قاضي التحقيق أن يكون شارك في عمليات قتل في بلجيكا»، قبل أن يضيف زيان في تصريح ل«المساء»، أن «بلعيرج أكد أنه بلجيكي قام على الدوام بصيانة مصالح بلجيكا فقط». وبناء على معطيات مؤكدة، فإن بلعيرج «أكد معرفته بالأنشطة السياسية لكل من المرواني والمعتصم قبل تأسيس حزب البديل الحضاري المنحل»، مشددا على أن «الأسلحة التي صودرت في المغرب لم تكن بهدف القيام بأعمال إرهابية في المملكة»، يقول المحامي زيان. وأقر بلعيرج بأن عمله كمخبر وليس كعميل لدى المخابرات البلجيكية، «جعله يتنقل بين عدة دول بأسماء مختلفة، وهو الأمر الذي جاء على لسام شكيب بنموسى وزير الداخلية عندما قال: «إن بلعيرج كان يلقب ب«إلياس وعبد الكريم». وكان قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها قد استمع في 29 فبراير الماضي، في إطار الاستنطاق الابتدائي، إلى المتهمين ال35 الذين يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا، بعد متابعتهم من طرف النيابة العامة في إطار قانون مكافحة الإرهاب.