للمرة الرابعة، قررت غرفة جنايات الأحداث الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أمس تأجيل النظر إلى الثالث من مارس المقبل في ملف القاصرين الثلاثة المشتبه في تورطهم في تفجيرات 11 مارس و 10 أبريل الماضيين بالدار البيضاء، فيما كشفت مصادر مقربة من محامي القياديين السياسين الذين اعتقلوا على خلفية اتهمامهم في ملف "شبكة بلعيرج" الإرهابية، ل "إيلاف"، إن وكيل الملك سمح لمحامين بزيارة كل من المصطفى المعتصم (الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل)، ومحمد أمين الركالة (الناطق الرسمي باسم الحزب) ومحمد المرواني (الأمين العام للحركة من أجل الأمة، غير المرخص له)، والعبادلة ماء العينين (عضو بالعدالة والتنمية بكلميم) وعبد الحفيظ السريتي (مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني)، الذين يوجدون حاليا في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بعد أن تقرر تمديد مدة الحراسة النظرية بالنسبة إليهم 96 ساعة. "" وجاء قرار تأجيل ملف القاصرين الثلاثة استجابة لملتمس تقدم به الدفاع يرمي إلى منحه مهلة للإعداد والاطلاع على ملف المشتبه بهم ويتعلق الأمر بكل من خودري يوسف، وعبد الهادي الرايبي وعثمان الرايدي شقيق الانتحاريين عبد الفتاح وأيوب الرايدي. وتعود وقائع هذه النازلة إلى 11 مارس الماضي حين فجر عبد الفتاح الرايدي نفسه داخل مقهى للأنترنيت بحي سيدي مومن بالبيضاء بواسطة عبوة ناسفة كانت مخبأة تحت ملابسه عندما منعه ابن صاحب مقهى الأنترنيت من الدخول للاطلاع على مواقع تحث على أعمال إرهابية، فيما لاذ شريكه المدعو(الخودري يوسف) وهو قاصر بالفرار بعد أن أصيب بجروح طفيفة قبل أن تتمكن مصالح الأمن من توقيفه. أما الانتحاري الثاني أيوب الرايدي، شقيق الانتحاري عبد الفتاح، ففجر نفسه أيضا في 10 أبريل الماضي بحي الفرح بالدارالبيضاء بواسطة حزام ناسف، ما أدى إلى مقتل مفتش شرطة. وكانت مجموعة عبد الفتاح الرايدي، المكونة من 54 متهما، من بينهم ثلاثة متهمين قاصرين، تستهدف ميناء الدارالبيضاء، وثكنة للقوات المساعدة بحي بورنازيل بالدار البيضاء، ومقرات للشرطة بالمدينة نفسها، وتستعد للقيام باعتداءات ضد القوات العمومية. ويتابع هؤلاء بتهم منها على الخصوص "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف، والانتماء إلى ما يسمى بالسلفية الجهادية"، كل حسب المنسوب إليه. أما بالنسبة لملف "بلعيرج، فتشير مصادر أمنية إلى أن التحقيقات شملت بعض معتقلي اعتداءات 16 مايو 2003 في الدار البيضاء بعد أن تبين أن بعضهم كانوا من أعضاء حركة المجاهدين في المغرب التي ورد إسمها في هذا الملف، فيما ينتظر أن يحال النشطاء السياسيون على النيابة العامة، في اليومين المقبلين، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية. وأظهرت التحريات الأولية أن زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بلعيرج، الملقب ب "إلياس" و"عبد الكريم"، نفذ ستة اغتيالات ما بين سنتي 1986 و1989 ببلجيكا، لم يسبق الكشف عن منفذيها آذاك، مشيرا إلى أن بلعيرج نفذ هذه الاغتيالات قبل وضع لبنات التنظيم الإرهابي المذكور سنة 1992. كما بينت أن الشبكة الإرهابية، "ذات صلة بالفكر الجهادي"، ونظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدار البيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005. وعملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص "القاعدة "و "الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية "و "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وكانت للشبكة اتصالات بتنظيم "القاعدة" في أفغانستان سنة 2001، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" سنوات2001 و2003 و2004، ومع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سنة 2005، بالمعسكرات الإرهابية بالجزائر، كما كانت هناك محاولات لتنظيم دورات تدريبية في مراكز حزب الله في لبنان 2002. واستفاد بعض أفرادها، بفضل العلاقات التي نسجها عبد القادر "بلعيرج" بمجموعة من التنظيمات الإرهابية الدولية، من تداريب على استعمال الأسلحة وصنع المتفجرات، انطلاقا من المواد الكيماوية المتوفرة في الأسواق. كما اتخذت الشبكة في هيكلتها أو عملها وجهتين، الأولى سياسية مفتوحة أسفرت عن إحداث جمعيتين "جمعية البديل الحضاري" سنة 1995 و"الحركة من أجل الأمة" سنة 1998، وتأسيس حزب "البديل الحضاري" سنة 2005، والثانية سرية تعتمد العمل المسلح، إذ قامت الشبكة، منذ سنة 1992، بتأسيس أولى خلايا جناحها العسكري بالدار البيضاء تحت اسم "مجموعة العمل الخاص"، فيما أسست خلية مماثلة بالقنيطرة سنة 2001.