لا تتوقف تلميحات نادية ياسين، نجلة زعيم العدل والإحسان، عن انتقاد حزب العدالة والتنمية المشارك في البرلمان، فالمنافسة الخفية بين جماعة ياسين المحظورة وحزب العثماني المرخص له، والذي وصل إلى المرتبة الثانية في انتخابات 2007، مستمرة في الشارع والجامعة ومؤسسات أخرى، فآخر ما صرحت به نادية ياسين لتلفزيون الBBC بالعربية، خلال برنامج «في الصميم» الذي تبثه من باريس، هو أن سبب تراجع الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة هو «التزوير»، مضيفة أنه «كانت هناك مفاوضات مع العدالة والتنمية»، ملمحة إلى أنه وقع اتفاق مسبق على حصول الحزب الإسلامي على عدد محدود من المقاعد دون أن تكشف عن طبيعة هذه المفاوضات. وردا على ما جاء في تصريحات نادية ياسين، من أن حزبه تفاوض مع النظام، نفى لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ذلك بشدة، وقال الداودي ل«المساء» إن «هذا الكلام لا أساس له»، مضيفا: «بالعكس كانت قنوات التواصل مع السلطة مخنوقة قبل الانتخابات»، وأكد الداودي أنه لا يمكن الادعاء بأن حزبه تفاوض مع السلطة بدليل أن الحزب ترشح في جميع الدوائر الانتخابية في المغرب، وقال: «المال والفساد هما اللذان هزمانا في الانتخابات، أما من يدعي أننا تفاوضنا فإنه ربما لازال يستحضر وقائع سابقة على انتخابات 2007». وعادت ندية ياسين، لتدافع من جديد عن قناعاتها بخصوص النظام الملكي في المغرب، وقالت حول تفضيلها للنظام الجمهوري على الملكي في المغرب: «أنا لم أقل إنني أؤيد النظام الجمهوري في المغرب، إنما كنت أتحدث بشكل مطلق»، وقالت إنه استنادا إلى دراسة قامت بها الجماعة، وأخرى قام بها والدها الشيخ عبد السلام ياسين، فإن «الممارسة السياسية الديمقراطية الحديثة تتضمن مبادئ تتشابه مع النظام الإسلامي»، وأعطت مثالا بالديمقراطية الأمريكية على المستوى المحلي، التي وصفتها بأنها «نموذج رائع». وحول ما إذا كانت تصريحاتها تتناقض مع دعوات والدها إلى إنشاء الخلافة على منهاج النبوة، أجابت قائلة: «الخلافة روح وليست شكلا، أي ما يحقق العدل على مستوى المجتمع، والإحسان على مستوى الفرد». وقالت: «نحن لسنا مع شريعة قطع الأيدي، فهذه ليست شريعة إنما تعطي صورة مشوهة عن الإسلام». وانتقدت نادية ياسين ما وصفته ب«الشكل السعودي»، واعتبرته بعيدا عن تصورها للإسلام. وسأل صحافي «البي بي سي»، نادية ياسين عما إذا كانت تصريحاتها دليلا على ديمقراطية النظام المغربي، وقال لها: «إنك تعبرين عن مواقف وتعودين إلى المغرب معززة مكرمة»، فأجابت: «سأعود إلى المغرب رغم أنف النظام».