شكل الخروج الإعلامي الأخير لعضو سابق بمجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، الذي انتقد فيه التصريحات الأخيرة لابنة مرشد الجماعة نادية ياسين، سابقة في تاريخ هذه الجماعة، التي يشاع عنها أنها تقدس أقوال مرشدها والمحيطين به. وأكد عبد العالي مجدوب، الذي قدم استقالته منذ مدة من أجهزة الجماعة القيادية، أن ما صرح به لجريدة التجديد مجرد رأي شخصي. واكتفى في تصريح مقتضب أدلى به ل»المساء» بقوله: «إنه طالما صرحت وكررت قولها أنها تعبر عن رأيها الشخصي، لذلك ما أدليت به لجريدة التجديد لا يعدو أن يكون نفس الحق الذي خولته لنفسها»، مضيفا، في السياق ذاته، أن كل ما لديه بخصوص هذا الموضوع قد تم تناوله في الحوار المشار إليه. ووجه عبد العالي مجدوب، الذي مازال عضوا بالجماعة، انتقادات لاذعة إلى نادية ياسين واتهمها بكونها تدلي بتصريحات في أحيان كثيرة لا تتحرى فيها الدقة، وبأنها تجاوزت كل القواعد المعتبرة في الخلاف، مضيفا، في معرض جوابه عن الجدل الذي أحدثه تصريحها الأخير حول حزب العدالة والتنمية، أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تخل فيها نادية ياسين بهذه القواعد، في إشارة واضحة إلى تصريحاتها المتعلقة بتفضيلها للنظام الجمهوري على الملكية، مبرزا، في السياق ذاته، أنه كان يتمنى أن يوضع حد لذلك أو تجد من يوجهها ويضبط تصريحاتها، لكنها -يضيف مجدوب الذي كان عضوا بالأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة واستقال منها- مازالت مصرة على أن تتحدث من غير احترام لأية ضوابط سياسية كانت أم فقهية. واعتبر مجدوب أن ما قالته نادية ياسين في حق حزب العدالة والتنمية ظلم لهذا الحزب يستوجب الاعتذار. من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم الجماعة، فتح الله أرسلان، أن ما أدلى به مجدوب مجرد رأي شخصي لا يلزم الجماعة في شيء، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أنه تم توظيفه من قبل حزب العدالة والتنمية لحاجة في نفسه، مبرزا، في السياق ذاته، أن جماعته تقبل الخلاف والرأي والرأي المخالف له، وأن الجديد الذي أحدثه هذا الموقف هو كونه خرج للعلن، مضيفا أن جميع القرارات التي تتخذها الجماعة تكون عند مناقشتها مثار خلاف شديد بين أعضائها، علما بأن الخلاف لا يفسد للود قضية. وحول ما إذا كان ما عبر عنه مجدوب تصريفا لموقف الجماعة ككل من تصريحات نادية ياسين، خاصة وأنه جاء بعد مقال محمد يتيم الذي طلب فيه من الجماعة أن تقدم موقفها من ذلك التصريح، أوضح أرسلان أن الجماعة ليست بحاجة إلى من ينوب عنها للرد على أحد، وأن الناطق الرسمي هو الوحيد المخول له للإعلان عن مواقفها، أما ما طلبه مسؤولو العدالة والتنمية فلا يعدو أن يكون نوعا من المعارك الضيقة التي تنأى جماعته عن الخوض فيها. ويرى عدد من المراقبين، في التصريحات التي عبر عنها مجدوب، تحولا نوعيا في مسار الجماعة، خاصة بعد أن تباينت أسباب استقالته من أجهزتها القيادية وتم قبولها وبقيت طي الكتمان، ففي الوقت الذي أشارت فيه مصادر من الجماعة إلى أنه قدمها لدوافع متعلقة بضرورة تفرغه للحصول على الدكتوراه، ربطتها مصادر أخرى بخلافات سياسية بينه وبين مسؤولين داخل الجماعة وبخرجات نادية ياسين التي كانت تخرج عن إطار ما كان يتفق عليه أعضاء مجلس الإرشاد. وحسب المصادر ذاتها، فإن تصريحات مجدوب خلفت نوعا من الاستحسان لدى شرائح واسعة من أعضاء الجماعة، الذين وجدوا فيها متنفسا للبوح بأشياء لم تكن متيسرة لهم بالنظر إلى المكانة التي تحتلها نادية ياسين لكونها ابنة مرشد الجماعة التي تحظى لديه بمكانة خاصة.