تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يوم السبت الماضي من وضع اليد على شبكة متخصصة في تجارة الكوكايين بجهة فاس. «تفكيك» الشبكة تطلب إجراءات أمنية وصفت بالمكثفة، وأدت إلى اعتقال شخص قدم على أنه زعيم العصابة. وطبقا للمصادر، فإن السلطات الأمنية ألقت القبض على هذا الزعيم بعد كمين نصب له بمنطقة بندباب، وهي إحدى أهم المناطق الهامشية بفاس. وتفيد المصادر ذاتها بأن هذا الزعيم ظل مدة طويلة يمارس تجارته في سرية تامة، وذكرت المصادر أن هذا الزعيم له سوابق عدلية، إذ سبق له أن قضى عقوبات حبسية متفاوتة المدد في سجون فاس. ومكنت التحقيقات مع أفراد الشبكة التي تجمع بعضهم أواصر القرابة رجال الأمن إلى العثور على كميات من مادة الكوكايين في حي النرجس، وهو حي بعيد عن منطقة بندباب، لكنه قريب من حي هامشي آخر يدعى عوينات الحجاج. وتفيد مصادر جمعوية بأن زعيم هذه العصابة معروف في فاس بتسلطه، ولا أحد في السابق من مختلف المتدخلين في الشأن المحلي يستطيع أن يتهمه أو أن يساهم في اعتقاله. وتضيف هذه المصادر أنه كان يشتغل بالأساس في مجال «الباركينات»، ويشغل معه بعضا من رفاقه. وتدر هذه الفضاءات المخصصة بشكل غير مهيكل لوقوف وسائل النقل أموالا كبيرة على المشرفين عليها، ولا يؤدي هؤلاء أي ضرائب للمجلس الجماعي. وقالت المصادر الأمنية إن هذه الشبكة تمكنت في ظرف وجيز من تطوير «مجالات اشتغالها» ووصلت إلى المتاجرة بالكوكايين، وأضافت أن السلطات الأمنية كانت تترصد أفراد الشبكة، «وقد تمكنت من التدخل في الوقت المناسب لوضع حد لهذه النشاطات الإجرامية». وطبقا للمصادر نفسها، فإن تفكيك هذه الشبكة يعد الأول من نوعه في ما يتعلق بالمتاجرة بمادة الكوكايين بجهة فاس.