لم ينف عبد القادر بلعيرج، أثناء مثوله أمام قاضي التحقيق، علاقته بالمصطفى معتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، ومحمد المرواني، رئيس حزب الأمة غير المرخص له. وقال، موضحا حدود العلاقة معهما، إنه «كان مدعما لوجيستيكيا لهما حسب المستطاع». وأضاف بلعيرج، الذي مثل أمام قاضي التحقيق مؤازرا بدفاعه، أن القياديين الحزبيين المذكورين كانا يتصلان به باستمرار، مؤكدا أنه كان يوفر لهما الدعم المادي كلما احتاجا إليه. إلى ذلك، أكد بلعيرج، الذي بدا متوازنا في حديثه واكتفى بالإجابة عن بعض الأسئلة فقط، أنه كان على علاقة وطيدة بأيمن الظواهري، وعن طريقه تمكن من لقاء أسامة بلادن في أفغانستان، زعيم القاعدة عشرة أيام قبل ضربات 11 سبتمبر، مؤكدا أنه زار أفغانستان مرات عدة لأسباب كثيرة. ولم يخف بلعيرج أيضا أنه يعرف عدة شخصيات كبرى ضمنها آية الله الخميني، الذي أكد لقاءه به. وبخصوص موضوع الأسلحة التي ضبطت بالناظور، قال بلعيرج إنه كان يعرف أمرها، مشيرا إلى أنها تعود إلى جبهة الإنقاذ الإسلامي بالجزائر، وهي الجبهة التي تمكن من الوصول إلى زعمائها عن طريق مجموعة من معارفه، وبعدها عمل على الزواج من امرأة جزائرية، وقال إن أمر تلك الأسلحة، التي أكد اقتناءها من بلدان أوربية، لم يكن مهما، خاصة بعد مبادرة الوئام المدني، حيث كان من المنتظر نقلها إلى الجزائر عن طريق وسطاء جزائريين، وأكد أن شيغانو، الذي اعتقل في إطار خلية بلعيرج، والذي اتهم بحيازته الأسلحة التي ضبطت في بئر بالناظور، لا علاقة له بالموضوع، وقال: «إنه مجرد رجل تم استئمانه على أمانة وحافظ عليها دون أن يعرف طبيعة الأمانة». وفي سياق ذي صلة، أفاد بلعيرج بأنه أطلق أول رصاصة عندما كان ابن السادسة من عمره، وأشار في هذا الإطار إلى أن والده كان ضمن جيش التحرير، وأنه منحه في يوم من الأيام مسدسه ليلقنه كيف يستعمله ويصير بطلا ومقاوما. ولم تخف بعض المصادر أن هذا الحادث أثر كثيرا في بلعيرج عندما كان صغيرا، مؤكدة أن تدربه على استعمال السلاح وهو صغير ساهم كثيرا في تكوين شخصيته الغامضة. وينتظر أن يقول قاضي التحقيق، خلال الجلسة الثانية التي من المنتظر أن تعقد نهاية الشهر الجاري مواجهة بين الأخوين بلعيرج وأيضا بين عبد القادر والمصطفى المعتصم ومحمد المرواني، خاصة بعد تأكيد بلعيرج علاقته بهم. وأشارت بعض المصادر إلى أن بلعيرج يلح بقوة على مواجهته بالمعتصم والمرواني. وعن علاقة شقيقه صلاح بالقضية، أكد عبد القادر أنه سلم شقيقه مبلغا ماليا دون أن يوضح له مصدره، وهو المبلغ الذي كان تلقاه كوديعة من عبد اللطيف بختي. هذا الأخير، عندما أحس بأنه مراقب ومهدد بالسجن، أودع المبلغ الذي حصله من عملية سرقة نفذها رفقة 14 أجنبيا لدى عبد القادر، الذي أكد أنه لم يكن يعرف مطلقا أن المبلغ مسروق. وأشار بلعيرج إلى أنه منح المبلغ لشقيقه الذي كان يمر من ضائقة مالية، وعند عودة بختي إلى المغرب، توجه، رفقة شقيقه وأحد الأجانب إلى صلاح بلعيرج، وطلبوا منه إعادة المبلغ، الذي قدر بمليار سنتيم، غير أنه طلب منهم التوجه إلى شقيقه لأنهم لم يمنحوه شيئا. وذكرت بعض المصادر أن صلاح أخبر أحد رجل أمن من معارفه بموضوع بختي، وطلب منه تخليصه منه. وأضافت المصادر أن رجل الأمن طلب من صلاح مبلغا ماليا مقابل تلك الخدمة، لكنه في المقابل قام بإبلاغ الجهات المختصة بموضوع أموال تم إدخالها إلى المغرب بطريقة سرية، وتم بالتالي تكليفه بالبحث في الموضوع، الذي قاده إلى موضوع آخر، وهو خلية بلعيرج. وتفيد المصادر أن رجل الأمن ظل ملازما لصلاح ومتتبعا لكل تحركاته، إلى أن تم القبض عليه وعلى شقيقه في بهو الفندق الذي يملكه بمراكش.