توفي أول أمس المغني المغربي من أصول يهودية سامي المغربي بمونريال في كندا عن سن تناهز 86 عاما، خاتما بذلك طريقا طويلا من العطاء الإبداعي ومن الحب الجارف للتراث الغنائي المغربي في أصوله العريقة. وقد عرف سامي المغربي بحبه الكبير للمغرب، بلده الأصلي، رغم إقامته منذ 1967 في المهجر، كما عمل طيلة حياته على تجديد الأغنية المغربية في تقاطعاتها اليهودية والمغربية، ومن أشهر أغانيه التي طارت شهرتها في الآفاق أغنية «قفطانك محلول آلالة»، كما شكل إلى جانب المغني المغربي اليهودي الآخر سليم الهلالي، صاحب أغنية «محلى الزين يا لعمر»، منزعا غنائيا تجديديا صلبا سيرفع الأغنية المغربية إلى سماء أخرى من الإبداع. ويعتبر الباحث الدكتور محمد الحداوي، المختص في الموسيقى المغربية اليهودية، في تصريح ل«المساء»، أن سامي صاحب بصمة خاصة ومغن كبير تدرج في تعاطيه مع التراث الغنائي المغربي، وعبرت أغانيه الغنية عن روح العصر والتحولات التي عاشها المجتمع المغربي، مركزا على جانب الانتماء الوطني في أغاني سامي المغربي من حيث دفاعه عن استقلال المغرب وسيادته، وكذلك على المنحى القومي الذي عبر عنه في الانتصار للقضايا العربية، زيادة على روعة الأغاني العاطفية المستلهمة من قصائد الملحون، حيث غنى لكبار شعرائه. ولد سامي المغربي، واسمه الحقيقي شالومون أمزلاج، سنة 1922 بمدينة آسفي. وفي سنة 1926، رحلت عائلته إلى الرباط، وهناك انضم إلى مجموعة موسيقية بالحي اليهودي لهذه المدينة، وهو في السابعة من العمر. تعلم العزف على آلة العود وانضم بعد ذلك إلى المعهد البلدي للموسيقى بالدار البيضاء. بدأ بإنشاد القصائد المشهورة في فن الملحون كقصائد سيدي قدور العلمي وبن سليمان وخصوصا قصيدة بنسوسان لمؤلفها بنيشو وأصبحت أكثر شهرة بعد ذلك كما غنى القصيدة المشهورة «الكاوي» و«مال حبيبي مالو». ومن أشهر أغانيه أغنية «أكادير» التي غناها مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب المدينة عام 1960.