أما المحور الثالث في الإستراتيجية الجزائرية، فيتمثل حسب المصدر في قيام الجزائر بمناورات شرق الجدار الأمني المغربي العازل، وبدأ ذلك بتنظيم البوليساريو لمؤتمر في منطقة تفاريتي شرق الجدار، وسماحهم للمواطنين المقيمين في تندوف بحرية التنقل إلى تفاريتي التي اعتبروها أراض محررة، وأضاف المسؤول المغربي أن هذه المناورات وصلت مؤخرا إلى حد إعلان البوليساريو عن نيتها بناء مركب رياضي يتضمن ملعبا لكرة القدم بتمويل من جنوب إفريقيا، حيث قام زعيم الجبهة بوضع حجر الأساس لبنائه. كما تم الإعلان عن نية الجبهة بناء مقر للبلدية بتمويل من بلدية إشبيلية، إضافة إلى بناء مجموعات سكنية بتمويل جزائري. وقال المسؤول الحكومي: «نحن نعرف أن الأممالمتحدة لا يمكنها أن تفعل شيئا لوقف هذه الأعمال المنافية لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن إذا لاحظنا أنهم شرعوا في تنفيذ ما يقولونه فإننا لن نسكت وسنستعمل جميع الوسائل». وحول طبيعة هذه الوسائل أجاب المسؤول المغربي بأنه لا يستبعد الحل العسكري. وحول ما إذا كان هناك سكان يقيمون في تفاريتي حاليا قال المسؤول الحكومي إنه لا يوجد إلى حد الآن من يقيم بشكل دائم في المنطقة، إنما هناك أشخاص يعبرون المنطقة باستمرار بعدما سمحت لهم السلطات الجزائرية بالتنقل من خلالها مرورا عبر موريتانيا. وأضاف المصدر أن صحراويي كجيجيمات الذين عادوا إلى المغرب مؤخرا استغلوا فرصة السماح لهم بالتنقل فدخلوا إلى موريتانيا أسبوعا قبل عقد مؤتمر الجبهة الأخير، وبقوا هناك، ثم التحق بهم صحراويون آخرون كانوا مقيمين في موريتانيا، وعادوا إلى المغرب. أما المحور الرابع للسياسة الجزائرية فيتمثل في محاولة التأثير على الموقف الفرنسي من قضية الصحراء بعد وصول الرئيس ساركوزي إلى السلطة، وقال المصدر: « رغم أنه لا يوجد إلى حد الآن أي تغيير في السياسة الفرنسية تجاه الصحراء، إلا أن الجزائر والبوليساريو يحاولان خلق تيار مؤيد لأطروحتها معاكس للأغلبية في البرلمان الفرنسي»، وفضلا عن هذه السياسة يؤكد المسؤول الحكومي أن المغرب رصد تحركات الجزائر تجاه عدد من الدول الإفريقية التي سحبت اعترافها بالبوليساريو، وذلك لإغرائها بالمال وبالبرامج الاقتصادية. وحول موقف الجزائر من استقلال إقليم كوسوفو، قال المسؤول المغربي إنه لوحظ أن الجزائر التي تحفظت عن الاعتراف باستقلال الإقليم، الذي كان تابعا لصربيا، سجلت موقفا متناقضا بين وزير خارجيتها مراد مدلسي ورئيسها بوتفليقة، حيث صرح وزير الخارجية بأن استقلال كوسوفو «لا يتوافق مع احترام القانون الدولي»، في حين جاء في رسالة بوتفليقة إلى زعيم البوليساريو بمناسبة إنشاء دولته أن الدول التي اعترفت بجمهوريته كانت «تتماشى مع القانون الدولي». وقال المسؤول المغربي إن الجزائر تخوفت من الاعتراف بكوسوفو لأنها خشيت من تكريس سابقة تتمثل في سعي الدول الغربية إلى فرض الاستقلال أو رفضه، بحيث يمكن للدول الغربية أن تتدخل لتفرض الحكم الذاتي في الصحراء. وبخصوص الموقف المغربي من استقلال كوسوفو أكد المسؤول المغربي أن المغرب لم يتسرع في الاعتراف به، وهو ينتظر انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي لحسم الموقف، وقال: «التضامن الإسلامي لا شك فيه، لكن لا يجب أن نتسرع لأن لدينا مشاكلنا».