اتهم جمال التاقي، أحد سجناء ما يعرف بالسلفية الجهادية بسجن «عين قادوس» بفاس، لجنة تفتيش حلت بالسجن يوم الأربعاء الماضي بالاعتداء عليه. وقال مصدر من داخل السجن إن هذه الفرقة، التي جاءت من الرباط وتكونت مما يقارب خمسين شخصا، زارت السجن وقامت بتفتيش زنازين أغلب المعتقلين واستنطقت بعضهم، فيما تعرض هذا السجين إلى تعنيف جسدي من قبل بعض عناصرها أمام مرأى ومسمع مسؤولين من إدارة السجن. وأشار المصدر إلى أنه من المعتاد أن تزور مثل هذه الفرق، التي تعين من الرباط، مختلف سجون المملكة بشكل مفاجئ للاطلاع على أوضاع السجناء وإعداد تقارير حول السجون وما تعرفه من انحرافات، كترويج المخدرات. وأفاد المصدر بأن الفرقة خصصت يوما كاملا لهذا السجن وفتشت منزل أحد مسؤولي السجن بعد اتهامه من قبل بعض السجناء بكونه يخفي مختلف أنواع المخدرات ويقوم بإعادة بيعها. وذكر المصدر أن الفرقة عثرت في منزل هذا المسؤول على كمية من مخدر «الحشيش» وعلى مادة «السيلسيون»، كما عثرت على سكاكين وسيوف انتزعت من بعض سجناء الحق العام. ولما سأل رئيس الفرقة المسؤول عن الأسباب الكامنة وراء عدم تسليم هذه المواد إلى الإدارة العامة، أجاب بأنه حرر بشأنها محاضر، وأنجزت الفرقة تقريرا حول الموضوع. وفي السياق ذاته، انتقد المصدر عمل هذه اللجنة، قائلا إنها لم تصل إلى ما يعرف بالسجناء الميسورين ولم تفتش غرفهم كما تفعل عادة مع من وصفهم بالسجناء العاديين. ومن جهة أخرى، شهد سجن «عين قادوس»، الذي تطالب الفعاليات الحقوقية بإغلاقه، وفاة أحد المسجونين في ظروف وصفت بالغامضة يوم الخميس الماضي. المصدر أشار إلى أن هذا السجين، المختل عقليا، كان يشكو من مرض، وعندما توجه إلى أحد المسؤولين استهزأ من كلامه ووعده بإطلاق سراحه في مساء اليوم ذاته. وانتظر المسجون الموعد المحدد ليغادر زنزانته ويتسلق أحد الجدران. وبمجرد علم بعض الموظفين بأمر «محاولة الهروب»، قاموا بمطاردته فسقط على الأرض وأغمي عليه. واتهم المصدر بعض المسؤولين بالسجن بالاعتداء عليه وهو في حالة خطيرة، ولم ينقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وفيما ربطت إدارة السجن موته بسكتة قلبية، قالت المصادر إنه توفي بسبب نزيف داخلي. وسجل المصدر تكاثر حالات الموت في هذا السجن، قائلا إنه تسجل حالة واحدة في كل شهر على الأقل. كما ذهب إلى أن الأوضاع «المعيشية» به كارثية، موردا أن رشاشات الاستحمام لم تعد تشتغل. وقال إن هذه الرشاشات لا تتعدى اثنتين لما يقارب 1600 سجين. «أما الأكل المقدم إلى السجناء، فهو لا يليق حتى بالكلاب»، يضيف المصدر ذاته.