تجري حرب مستعرة بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر القادم لحزب الاتحاد الاشتراكي وأعضاء المكتب السياسي للحزب، على خلفية طريقة تدبير أشغال اللجنة. وعلمت «المساء» بأن أعضاء من اللجنة التحضيرية، التي يرأسها محمد بن يحيى، عضو المجلس الوطني، عبروا عن استيائهم من مساعي المكتب السياسي، الذي انقلب على الكاتب الأول المستقيل محمد اليازغي، للتحكم الإعلامي في أشغال اللجنة من خلال ما وصفوه ب«التغطيات المتحيزة لجريدة الاتحاد الاشتراكي» لأشغال اللجن. وبرز هذا المشكل بعد اجتماع اللجن المتفرعة عن اللجنة التحضيرية يوم السبت الماضي بمقر الحزب بالرباط، حيث تولت جريدة الحزب التي يديرها عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي، تغطية هذه الاجتماعات بطريقة لم تعجب بعض الأعضاء. وقال مصدر اتحادي، رفض ذكر اسمه، ل«المساء» إنه «لا يمكن أن تستمر جريدة الاتحاد الاشتراكي في تغطية أشغال اللجن الفرعية بهذا الشكل، بحيث تنتقي ما تشاء من مواقف وتؤيد ما تشاء منها وتسفه أخرى». وأضاف المصدر أن هذا التوجه «يكشف نية المكتب السياسي التحكم إعلاميا في أشغال اللجنة». وحسب المصدر ذاته، فإن اللجنة التحضيرية تفكر خلال اجتماعها الأسبوع المقبل في خيارين لمواجهة هذا الموقف: الأول هو فتح أشغالها للصحافة، والثاني هو إصدار بلاغات رسمية في أعقاب اجتماعاتها. وليست هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها خلاف بين اللجنة التحضيرية والمكتب السياسي، فقد سبق للجنة أن احتجت على المكتب السياسي بسبب مبادرته إلى الدعوة إلى انعقاد جلسة عامة للجنة التحضيرية، وهو ما رفضته اللجنة، على أساس أنها هي المعنية بتوجيه الدعوات، مما اضطر المكتب السياسي إلى التراجع.