يعود اكتشاف ذخيرة الأسلحة، التي قالت وزارة الداخلية إنها ضبطتها بحوزة أعضاء خلية بلعيرج، إلى يوم 26 يناير الماضي. حينما حلت فرقة أمنية تتكون من بضعة رجال أمن بزي مدني يستقلون سيارتين رباعيتي الدفع بقرية بني شيكار بالناظور، حيث توجهوا صوب منزل عبد العالي شيغانو، وهو أب ل6 أبناء أكبرهم عمره 22 سنة. مصادر مقربة من عائلة هذا الأخير روت ل«المساء» بعض مشاهد ما حدث في تلك الصبيحة، حيث انتاب أفراد أسرته وخاصة زوجته خوف شديد، ولم يكونوا يعرفون أن هؤلاء الزوار يحملون بين طياتهم سرا كبيرا عمره يزيد عن 16 سنة. طلبوا من شيغانو، الذي عرف وسط أبناء القرية بطيبوبته ومحدودية علاقته، أن يدلهم على مكان البئر الذي يزود به أفراد عائلته بالماء. حينها طأطأ هذا الأخير رأسه ولم يتلفظ بأية كلمة، وتوجه بهم صوب المكان المعلوم الذي يقع خارج منزله وكان في متناول المارة. مخاطبي شيغانو الذين لم يسبق لهم أن وطئت أقدامهم هذه القرية، كانوا على اتصال دائم عبر الهاتف النقال بشخص على ما يبدو كان هو الذي يرشدهم نحو المكان المعلوم. وما هي إلا لحظات حتى تم استخراج «أشياء» من هذا البئر لم يكشف عن طبيعتها في تلك الآونة، لتتناسل الإشاعة بين أفراد القرية، بين قائل بأنهم عثروا على كنز داخل ذلك البئر، وبين من روج أنهم عثروا على كميات من المخدرات، لكن لا أحد منهم تصور أن الأمر يتعلق بكميات من الأسلحة تم إدخالها إلى المغرب منذ 1992، كما قالت وزارة الداخلية فيما بعد.. أما زوجة شيغانو فعمدت، والحالة هذه، إلى أخذ صغارها بعيدا في محاولة منها للبحث عن مخبأ، لهم ظنا منها أن هؤلاء الزوار أفراد عصابة إرهابية أو مجموعة من اللصوص يريدون بهم سوءا، ولم يكن يخطر ببالها أنهم عناصر من فرقة مكافحة الإرهاب تم إرشادهم إلى مكان تواجد ذخيرة أسلحة خلية بلعيرج الذي سيلقى عليه القبض فيما بعد. وحسب مصادر من عائلة الظنين، فإن هذا البئر مضت عليه سنتين دون أن يتم استعماله، حيث عمد أشقاء شيغانو إلى تزويده بمحرك ومضخة قبل أن يوضع له قفل ويتم إحكام إغلاقه. بعد هذا الحادث توجهت العائلة إلى جميع أقسام الشرطة بالناظور، بحثا عن والدهم من أجل فهم ما جرى، لكن لم يتم العثور له على أثر، كما رفضت مفوضية الشرطة هناك قبول شكاية تقدم بها الولد البكر لهذا الأخير. حيث تم إخباره لاحقا بأن والده موجود في الرباط، وأنه يجري التحقيق معه من قبل أمن الرباط. حينها عاد نوع من الهدوء إلى العائلة حيث صارت تعرف مكانه. وحسب مصادر من عائلة شيغانو، فإن هذا الأخير يعاني من مرض المعدة، ومعروف وسط القرية ببعده عن الشبهات، كما لم يسبق له أن انتمى إلى أي تنظيم سياسي أو عقدي. عائلته لم تعرف طبيعة ما تم استخراجه صبيحة يوم 26 يناير الماضي يوم اقتياده من قبل أولئك الزوار، إلا بعد أن تم الإعلان عن ذلك رسميا من قبل وزارة الداخلية خلال الأسبوع الماضي. واستنادا إلى مصادر من قرية شيكار، فإن فرقة أمنية مختصة مصحوبة بكلاب بوليسية زارت منطقته يوم الجمعة الماضي، حيث استخرجت كمية أخرى من الأسلحة كانت مخبأة بأماكن بهذه القرية، حيث تم اقتياد 3 أفراد من المنطقة من أجل التحقيق معهم ومعرفة مصدر تلك الأسلحة.