نظم مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش مساء أول أمس مهرجانا تضامنيا مع المعتقلين السياسيين في مختلف المدن المغربية في إطار الحملة الوطنية والدولية الممتدة من ال13 إلى ال19 من الشهر الجاري، بحضور هيئات سياسية ونقابية وحقوقية. وكان المهرجان مناسبة لقراءة رسائل معتقلي فاتح ماي بسجن آيت ملول بأكادير، وهما: المهدي البربوشي وعبد الرحيم قراد، ومعتقلي القصر الكبير بسجن سوق الأربعاء، وهم: أسامة بن مسعود والتهامي الخياط وربيع الريسوني وأحمد الكحطي ويوسف الركاب. وقد أكد المعتقلون في رسائلهم أنهم كانوا ضحايا محاكمات غير عادلة بتهمة المس بالمقدسات، وطالبوا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بدون شرط خاصة في صفرو وبومالداتس وبن صميم وغيرها من المدن المغربية، وبتقديم الجناة الحقيقيين للمساءلة، كما عبر المعتقلون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. وأعلنوا، من جهة أخرى، عن تضامنهم مع المعتقل محمد بوكرين البالغ من العمر 73 سنة بسجن بني ملال والمحكوم بثلاث سنوات حبسا نافذا والذي لم يتمكن من كتابة رسالته إلى الحاضرين بالمهرجان بسبب الحصار المفروض عليه داخل السجن وتدهور وضعه الصحي، كما جاء في كلمة ابنه لبيب بوكرين الذي حضر من دمنات نيابة عن باقي أفراد العائلة. وركز لبيب بوكرين، في كلمته، على المسيرة النضالية التي كانت سببا في اعتقاله لعدة مرات منذ 1960 وطرده من عمله في بداية السبعينيات بدون تعويض ومساهمته في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ويشغل حاليا موقع عضو المجلس الوطني للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، وأورد في كلمته المطالب التي نادى بها الأب بوكرين، وهي رفضه للمصالحة ما لم يتم الكشف عن الحقيقة ومساءلة الجلادين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واعتذار الدولة وتوفير الضمانات السياسية والدستورية لعدم تكرار ما جرى، واستعداد العائلة للجوء إلى القضاء الدولي لإنصاف محمد بوكرين وعائلته التي عانت طيلة 16 سنة متقطعة من الاعتقال. وأكد أن محمد بوكرين يتمتع بمعنويات مرتفعة ومستعد لقضاء 15 سنة أخرى من الاعتقال وللاستشهاد في السجن لإيمانه بقضيته.