كشفت مصادر أمنية في طنجة ل«المساء» معطيات جديدة حول المطاردة الهوليودية التي جرت مساء الأحد الماضي بين أفراد الجمارك والدرك، وبين سائق سيارة كانت تحمل مخدرات انتهت باعتقاله واحتجاز سلاح ناري. وقالت هذه المصادر إن المتهم، الذي يخضع حاليا للتحقيق، كشف عن كونه تلقى مبلغ ثلاثة ملايين سنتيم من إسباني يدعى «خوليو» مقابل حمل شحنة الحشيش إلى طنجة عبر طريق طنجة تطوان. وأضاف المصدر أن المتهم، الذي يتحدر من مدينة الحسيمة ويقطن في نواحي كتامة، كان يحمل مبلغا ماليا يعتقد أنه هو نفسه الذي تلقاه من الشخص الإسباني قبل القيام بالعملية. وأشار المصدر إلى أن سائق سيارة «بي إم دبليو» لم يحاول إخفاء الحشيش في سيارته بطريقة احترافية، وأنه وضع بعضها داخل السيارة محاولا إخفاءها بطريقة بسيطة، بينما وضع الباقي في حقيبة السيارة الخلفية بحيث يمكن رؤيتها بمجرد فتح الحقيبة. إلى ذلك قالت مصادر من مغوغة، حيث جرت المطاردة بين الجمارك والدرك وتاجر المخدرات، إن سائق السيارة كان خلال فراره يحمل في يده مسدسا ومستعدا لإطلاق النار في أية لحظة. وأضافت المصادر أن أحد أفراد الجمارك استل مسدسه استعدادا لأي طارئ وطارد سائق السيارة على بعد بضعة أمتار فقط، وأنه كان من الممكن في أية لحظة أن يتعرض لإطلاق النار. وأشار السكان إلى أن المطاردة استمرت بين الجمركي وتاجر المخدرات لمئات الأمتار، وكل منهما يشهر سلاحه، إلى أن انهار تاجر المخدرات بعد وصول دراجات الدرك الملكي. وكانت هذه المطاردة بدأت عندما حاولت سيارة المتهم، الذي كان يسوق بسرعة جنونية، اختراق حاجز أمني للدرك على الطريق الرابطة بين طنجة وتطوان، وهو ما جعل الدرك ينسق مع أفراد الجمارك عند مدخل المنطقة الصناعية «مغوغة» بطنجة.وحاول سائق السيارة تجاوز حاجز الجمارك حين تحول نحو طريق غير معبدة، غير أن عملية مطاردته استمرت من طرف سيارات ودراجات الدرك والجمارك، وهو ما جعل السائق يتخلى عن السيارة ويحاول الفرار راجلا بعد أن تخلص من مسدسه قبل القبض عليه. وحسب الاعترافات الأولية لسائق السيارة، وهو في الثلاثينيات من العمر، فإنه كان مكلفا بنقل المخدرات من مدينة تطوان إلى طنجة من أجل تسليمها إلى مواطن إسباني كان يعتزم بدوره نقلها إلى التراب الإسباني عبر مضيق جبل طارق مخفية في سيارته. إلى ذلك، لم يتم الكشف عن مصير المرأة التي كانت رفقة سائق ال«بي إم» والتي استطاعت الفرار قبل القبض عليه، والتي يعتقد أنها فرت من منطقة مغوغة عبر إحدى سيارات الأجرة أو في حافلة عمومية.