تواصل فرق خاصة من الشرطة العلمية قدمت من الدارالبيضاء، رفقة فرق خاصة من الدرك الملكي والشرطة القضائية ببني ملال، البحث عن عناصر عصابة استخدمت أسلحة نارية مساء الاثنين الماضي للسطو على قنينة زجاجية ثمينة بحي «آيت واسيل» ببني ملال. وأكد مصدر أمني ل«المساء» أنه «تمت عملية البحث والتعقب مباشرة بعد تلقي خبر السطو المسلح، قبل أن تلتحق فرقة خاصة جاءت من البيضاء للغرض ذاته»، وأضاف نفس المصدر أن مذكرة قد تكون صدرت للجمارك قصد تشديد المراقبة للحيلولة دون خروج القنينة من التراب الوطني». إلى ذلك، كشفت مصادر ل«المساء» أن عملية التفتيش شملت دواوير البزازة وأولاد يعيش وأولاد يوسف للبحث عن سيارة من نوع «BMW» زرقاء اللون كان يركبها منفذا السطو المسلح» وأضافت نفس المصادر أن أصحاب محلات لتركيب الزجاج تلقت تعليمات من عناصر الشرطة للإخبار عن كل سيارة مكسرة الزجاج استقدمت بغرض الإصلاح». وكان حي «آيت واسيل» قد عاش فصول مطاردة هوليودية بعد مهاجمة محل لبيع الدجاج من قبل شخصين يحملان أسلحة نارية مساء الاثنين الماضي، وتمكنا من السطو على قنينة من النوع النادر، بعدما هددا صاحب المحل التجاري بمسدس، وأكد عبد الرزاق.ق صاحب المحل أن «شخصين يتراوح عمرهما بين 28 و30 سنة تقدما من المحل متظاهرين بالرغبة في الشراء، قبل أن يوجه أحدهما مسدسا نحوي، آمرا إياي بأن أقف مكاني، في حين اتجه الشخص الثاني -الذي كان يحمل تحت لباسه شيئا لم أتبينه جيدا من المرجح أن يكون سلاحا ناريا- نحو موضع قنينة زجاجية نضعها على الرف». وأضاف عبد الرزاق.ق، في تصريحه ل«المساء» واصفا اللحظات المثيرة: «لم أكترث بالأمر وحاولت التوجه نحو حامل السلاح الذي أطلق طلقة في الهواء، قبل أن يعيد تركيب المسدس ويلحق برفيقه الذي هرب في اتجاه السيارة التي ركنت بعيدا عن المحل بحوالي 50 مترا». محاولة اللحاق بالمسلحين أربكتهما ولم يتمكنا من تجنب مهاجمتهما بالحجارة، حيث كسر الزجاج الخلفي والجانبي للسيارة التي كانت من نوع (BMW) زرقاء اللون، كما باءت محاولة اللحاق بالمسلحين على متن سيارة صاحب المحل بالفشل، بعد تعقبهما إلى مخرج مدينة بني ملال في اتجاه قصبة تادلة، حيث توقف المسلحان لإزالة الأتربة التي كانت تغطي لوحة ترقيم السيارة، والتي تم التعرف على حرفين فقط منها (GS) تدل على كونها مرقمة بالخارج. وصول عناصر الشرطة إلى مسرح الحادث، الذي يقع بالقرب من المحطة الطرقية، لم يتم إلا بعد مرور نصف ساعة، ولم يتم القبض على المسلحين إلى غاية ظهر أمس الأربعاء، رغم تأكيد مصدر أمني أن «فرقا خاصة من عناصر الشرطة والدرك الملكي ببني ملال تواصل البحث المكثف بمحيط الجريمة قصد القبض على الجناة ومعرفة مصدر الأسلحة النارية التي يحملونها». صاحب المحل أكد، في تصريحه ل«المساء»، أن أحد الأشخاص طلب منه قبل أسبوعين بيع القنينة، التي تبلغ سعتها 5 لترات، بمبلغ 20 مليون سنتيم، لكنه رفض لاعتقاده أن الأمر يتعلق بتحايل ولعدم معرفته بقيمة القنينة في السوق السوداء، خاصة وأنه يستخدمها فقط كتحفة. وفي علاقة بالموضوع، أكدت مصادر ل«المساء» أن «الأوصاف التي أعطاها صاحب القنينة تؤكد أنها من النوع الذي يفتح شهية العصابات المنظمة المتخصصة في بيع مثل هذه القنينات بمبالغ طائلة تصل إلى ملايين السنتيمات لاحتوائها على مادة «الزئبق الأحمر» المستخدم في صناعات محظورة، وهو ما دفع عناصر العصابة إلى استخدام السلاح الناري حتى تكون عملية السطو ناجحة». وأضافت نفس المصادر أن «احتمال تغيير السيارة وارد بشكل كبير بعد تكسير زجاجها ولقيمة القنينة الباهظة التي استدعت القيام بالتهديد باستعمال السلاح الناري في وضح النار وفي مكان وسط المدينة».