الآباء يستغيثون: أمام جبروت أصحاب المقالع وتعنتهم وصمت السلطات المحلية، أطفال الدوار أصيبوا بعدة أمراض بسبب الغبار الذي لوث السماء ، وأصبحوا عرضة لأخطار حوادث السير أثناء تنقلهم من منازلهم إلى المدرسة حولت شاحنة كبيرة محملة بالحصى بدوار الكدية، التابع لإقليم ابن سليمان، تلميذة في السادسة والنصف من عمرها إلى أشلاء تناثرت على طول عشرين مترا، وكانت الضحية مريم العيسي عائدة ظهر الثلاثاء المنصرم رفقة خمسة من زملائها من المدرسة في حدود الواحدة، حين فاجأتهم شاحنة كانت تسير بسرعة كبيرة، على طريق صغيرة تفصل منزل والدي الطفلة عن المدرسة التي تبعد عن الأسرة بثلاثة كلم. وأكدت تلميذة كانت ترافقها وهي ترتجف من الخوف أن الشاحنة، كانت على وشك الفتك بالتلاميذ الستة، لكنهم استطاعوا تفاديها، فيما لم تتمكن الصغيرة مريم من النجاة، وعلمت «المساء» من آباء بعض التلاميذ الناجين أن بعضهم لازال مصدوما، وأنهم لم يتمكنوا من التخفيف من صدمتهم لهول ما رأوه من أشلاء متناثرة (كبد الفتاة على حافة الطريق والأمعاء وسط الطريق، وجسد الفتاة مجزأ إلى ثلاثة أطراف والمخ بقاياه فوق الطريق وعلى عجلات الشاحنة والإطار الخلفي الواقي للشاحنة، المحفظة الزرقاء مزقت عن آخرها وتناثرت أوراقها لتلتصق بالأشلاء ...). قال عنها مدير المدرسة التي تحتضن حوالي 700 تلميذ وتلميذة، إنها كانت نجيبة وصبورة، وأن على الجهات المعنية حماية الأطفال من غدر الطريق، وخرج المئات من سكان دوار الكدية يندبون فقيدتهم، ويستغيثون من جبروت أصحاب المقالع وتعنتهم أمام صمت السلطات المحلية، في إشارة إلى أن أطفال الدوار الذي أصيبوا بعدة أمراض بسبب الغبار الذي لوث سماءهم، أصبحوا عرضة لأخطار حوادث السير أثناء تنقلهم من منازلهم إلى المدرسة، موضحين أن أزيد من مائة شاحنة من النوع الكبير (ذات 14 عجلة)، تتناوب يوميا على الطريق الصغيرة لنقل الحصى والأحجار. وأن الطريق التي عرضها لا يتعدى ثلاثة أمتار لا تتوفر على علامات تشوير. ونددوا بغياب السلطات المحلية والمنتخبين عن مكان الحادث، بعد أربع ساعات من وقوعه، في الوقت الذي هرع فيه رئيس الدائرة ورئيس الجماعة القروية الوصية وقائد الزيايدة رفقة العديد من الموظفين صباح يوم الاثنين المنصرم إلى نفس المنطقة لفك نزاع بسيط دار بين مسؤولي مقلعين حول الحدود الفاصلة بين مقلعيهما.