بعد أن أعلن أول أمس رسميا عن زواج الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعارضة الأزياء كارلا بروني، سيصبح من الصعب على سيدة فرنسا الأولى الجديدة أن تتحدث إلى الصحافة وتعطي التصريحات لوسائل الإعلام كما كانت تفعل في السابق، وهي التي تعودت على الظهور عارية في مجلات الموضة والفن، غير آبهة بالسياسة وما يجري فيها. ففي السنة الماضية كانت كارلا تتكلم عن الحب ولم يكن في علمها أنها ستصبح زوجة الرئيس، لذلك لم تتردد المغنية الإيطالية في إطلاق العنان للسانها واصفة الجنس بأنه «شيء رائع، وهذه واحدة من إيجابيات أن يشيخ الإنسان، فأنا الآن عمري 39 سنة والسن عامل يزيد من قوة الشبق واللذة». وربما كان ساركوزي قد قرأ هذا الكلام في جريدة «لوفيغارو»، ولذلك انتظر إلى أن تبلغ كارلا الأربعين لتزداد نضجا وتصبح أكثر شهية للارتباط بها، عملا بقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي كتب عن «سيدة تدخل الأربعين بكامل مشمشها» في قصيدته المعروفة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، وإيمانا منه بأن سيدة فرنسا الأولى لا يمكن أن تكذب، وأن خطابها كان موجها له شخصيا ليلتقطه. لقد أصبح في حكم المؤكد أن ساركوزي في عز حملته الانتخابية كان مشغولا بالتقرب من زوجته حاليا، وكان ينتظر أن تكبر في السن، وفي سبيل ذلك كان الرجل يتسلى ويقضي أيامه منشغلا بالتضييق على المهاجرين وطرد كل من لا يحمل أوراقا قانونية تسمح له بالإقامة في فرنسا، وكلما اشتد به الشوق كان يسب ويشتم «دهماء» الضواحي الذين يحرقون السيارات، في انتظار قطف الثمرة. هكذا وبعد صبر طويل حقق الرئيس الفرنسي رغبته، كما أعلن عن ذلك عمدة الدائرة السابعة في باريس الذي صرح بأن الزواج تم في أجواء تسودها حميمية صارمة، أي بعيدا عن أعين الفضوليين، ف«لأول مرة في تاريخ الجمهورية يتزوج رئيس في فترة مزاولة مهامه، إنها سابقة في التاريخ أن يتزوج رئيس جمهورية في قصر الإليزيه» . من جهة أخرى انتبه العمدة، مسترجعا ذاكرته، إلى أن ساركوزي قلد في هذا الزواج نابوليون الثالث والأول اللذين احتفلا بعقد قرانيهما وهما في السلطة. ومباشرة بعد تداول الخبر، أخذت الجرائد الفرنسية على عاتقها مهمة التنقيب في التاريخ، مكتشفة أن نيكولا ساركوزي هو أول رئيس فرنسي يتزوج في فترته الرئاسية منذ غاستون دومرغ عام 1931، كما أنه الأول في الجمهورية الخامسة الذي يرتبط بنجمة في عالم الموضة والغناء. وكباقي العرسان، تبادل «الشاب» ساركوزي مع زوجته قبلة حارة، «ومثلهما مثل آلاف وآلاف العرسان الجدد تبادلا وضع الخواتم»، كما جاء في بلاغ لقصر الإليزيه الذي ذكر أن السيدة كارلا كانت ترتشف كوب عصير برتقال محاطة بأقاربها وأسرة زوجها وبعض أصدقائه المدعوين إلى حفل الزفاف. من جهة أخرى ارتدت سيدة فرنسا الأولى فستانا أبيض، بينما ظهر الرئيس ببذلة وربطة عنق، كما يحدث في أي زواج مدني، بينما تمثل الاختلاف الوحيد الذي ميز هذا العرس في إقامته بقصر الإليزيه، دون الحاجة إلى حجز قاعة أفراح أو الذهاب إلى الكنيسة. لا شك أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان سعيدا بزواجه الرابع، إلا أن هناك أخبارا منغصة تؤكد أن علاقته بكارلا بروني ستنتهي في السنة المقبلة، فحسب رؤيا منجمة مشهورة تقيم في الولاياتالمتحدة، يقال إن هيلاري كلينتون تستشيرها في أمور مستقبلها، فإن حبهما لن يعمر طويلا، ورغم أنها أكدت أنهما الآن يعيشان عشقا قويا ورغبة جارفة، فقد خلصت، مستعينة بما تقوله الكواكب والنجوم، إلى أن مشاكل جمة ستعترض طريق العاشقين، وأن كارلا ونيكولا يفتقدان مقومات بناء عش زوجية يمكنه أن يصمد أمام نزواتهما، وأن الشجار بينهما سيبدأ انطلاقا من هذه السنة، وسيبلغ ذروته انطلاقا من شتنبر، حيث سيمر ساركوزي من مأزقين الأول سياسي والثاني عاطفي، وستكون سنة 2009 سنة شؤم بالنسبة إلى الرئيس وزوجته. ويقول آخرون إنه لا يمكن لكارلا أن تستمر في الزواج بالنظر إلى سمعتها الضاربة في الحضيض لكونها خطافة رجال، إضافة إلى عاداتها المعروفة في الارتباط برجل كل شهر، أما ساركوزي فهو مزواج مطلاق ولا يستقر على امرأة إلا لينفصل عنها، أما الذين ينتقدون الرئيس وتحويله السياسة الفرنسية إلى ما يشبه مسلسل «دالاس»، فلم يفهموا ماذا كان يعني بالضبط ب«القطيعة» التي وعد بها المواطنين في الحملة الانتخابية، وما إذا كانت متعلقة بالحياة السياسة أم بحياته الخاصة، منتظرين تحقق نبوءة العرافة ليحسموا موقفهم.