بين قصر الإليزيه وصالات تحرير الصحف الفرنسية تجري هذه الأيام أقوى وأشرس دسائس المطاردات بين صراع ذيوع الحقيقة وإخفائها، خاصة حين تتصل بتفاصيل وفضائح حياة رجل الجمهورية الفرنسية الأول، الذي تحول، بفعل مغامراته، إلى نجم إعلامي وجماهيري فاقت غرامياته كل نسب المتابعة لأقوى البرامج التلفزيونية والمسلسلات العاطفية. وحتى بعدما تزوج الرئيس ساركوزي بعارضة الأزياء كارلا بروني، وقال مع نفسه إنه سينهي مسلسل التشويق بزفاف محتشم وبعيد عن أعين العدسات، حتى دخل عليه من غير استئذان صحفي فرنسي اسمه إيري روتيي، يعمل رئيسا تحرير «لونوفيل أُوبزرفاتوار»، كاشفا للرأي العام الفرنسي والدولي أن نيكولا ساركوزي بعث، ثمانية أيام فقط قبل زواجه الأخير، رسالة هاتفية قصيرة إلى طليقته سيسيليا يقول فيها: «إذا قبلت العودة، سألغي كل شيء». وكان ساركوزي، الذي لا يخفى على أحد ولعه الزائد بالرسائل الهاتفية القصيرة، يقصد، من خلال رسالته المثيرة إلى طليقته سيسيليا، أنه مستعد لإلغاء زواجه بعارضة الأزياء الايطالية كارلا بروني، وقال الصحفي الفرنسي، الذي كشف عن هذه المعلومة والمتابع حاليا من قبل ساركوزي أمام المحاكم بموجب فصول القانون الجنائي وليس المدني، إنه متأكد من صحة معلومته «وفي حالة العكس على الرئيس أن يثبت أنني اختلقت الخبر، بالرغم من كوني أتوفر على مصادر معلومات جد نافذة بخصوص هذه القضية، حيث إن ساركوزي لم يكف قط، طوال مدة طلاقه من سيسيليا، عن إمطارها بسيل من الرسائل الهاتفية القصيرة»، حسب تصريحه لجريدة «ليبيراسيون» الفرنسية. نيكولا ساركوزي، الذي أصبح بفعل هذه القضية أول رئيس فرنسي في السلطة يرفع دعوى قضائية على الصحافة بصفته الرسمية لا الشخصية، تحول جراء هذا الحادث إلى شماعة يعلق عليها الفرنسيون هزلهم الأسود، حتى إن صحيفة «لوباريزيان» علقت على ذلك بعنوان: «ساركوزي يحول جملة في رسالة قصيرة إلى قضية دولة»، أما صحيفة «لو تيليغرام» فقد أكدت أن الرئيس الفرنسي حصل على زواجه بحسناء إيطاليا في نفس الوقت الذي طلقت فيه الصحف الفرنسية علاقتها برئيس الدولة، وحرمت عليه شهر العسل، حتى إن رئيس الفريق البرلماني لحزب ساركوزي أطلق نداء في صحيفة «لوجورنال دو ديمونش»، يدعو فيه إلى ما سماه «وقف إطلاق النار على علاقة الرئيس مع الإعلام الفرنسي». وفيما تلتزم مطلقة ساركوزي، سيسيليا، الصمت المطلق إزاء فضيحة الرسالة الهاتفية القصيرة التي قيل إنها توصلت بها من زوجها السابق، أثارت صحيفة «لوفيغارو»، المقربة من دائرة اليمين الرئاسي، مسألة شرعية زواج نيكولا ساركوزي بكارلا بروني، وقالت إن «زواج الرئيس غير مقبول قانونيا وغير شرعي باعتباره تم في السرية، وإن القانون يفرض علانية مراسيم الزواج وعمومية الحفل، حتى يتسنى لمن يرغب في الاعتراض على الزواج أن يفصح عن ذلك، كما يقتضيه القانون».